د.عصام حمزة بخش
يستقبل المسلمون في شتى بقاع الأرض شهر رمضان المبارك لهذه السنة في ظروف استثنائية، لم يشهدوا مثيلاً لها؛ إذ تُفرض عليهم خلالها التباعد الاجتماعي والترابط الديني, ويُمتنع التواصل المباشر وسط استمرار من الإجراءات الاحترازية التي فُرضت للحماية من انتشار وتوسع فيروس كورونا -حمانا الله منه-.
وعادة ما يشهد شهر رمضان من مظاهر حيوية بين الصائمين، ما بين الأمور الروحانية والاجتماعية والخيرية, إلا أنه يهل علينا رمضان مختلفًا هذه المرة.
ويعود بنا رمضان ويقبل في رحلة العمر ونحن في خير وصحة وفضل من الله ومِنّة.
عن أبي هريرة -رضي الله تعالى عنه- قال: كان النبي يبشِّر أصحابة بقدوم رمضان، ويقول: «قد جاءكم شهر رمضان، شهر مبارك، كتب الله عليكم صيامه، فيه تُفتح أبواب الجنان، وتُغلق فيه أبواب الجحيم، وتُغلُّ فيه الشياطين. فيه ليلة خيرٌ من ألف شهر، مَن حُرم خيرها فقد حُرم».
وحرصت حكومتنا الرشيدة بقيادة خادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبدالعزيز وولي عهده سمو الأمير محمد بن سلمان للتصدي لهذه الجائحة الخطيرة بوضع خطط احترازية لضمان سلامة مواطنيها وقاطنيها من هذا الوباء الخطير؛ إذ صبَّ خادم الحرمين الشريفين -حفظه الله- جُل اهتماماته على صحة المواطن والمقيم على أرض مملكتنا الغالية بتسخير وتوفير الخدمات الطبية والعلاجية المجانية كافة, ولما يضمن لهم العيش في ظل بيئة سليمة خالية من الأمراض ومنغصات الحياة تحت شعار (كلنا مسؤول).
وفُرضت أوقات تتلاءم مع روحانية هذا الشهر الفضيل في أوقات تسمح بالتجوال ما بين الساعة التاسعة صباحًا إلى الساعة الخامسة عصرًا.
عن أبي هريرة -رضي الله عنه- أن رسول الله -صلى الله عليه وسلم- قال: «قال الله -عز وجل- كل عمل ابن ادم له إلا الصيام فإنه لي، وأنا أجزي به. الصيام جُنَّة، فإذا كان يوم صوم أحدكم فلا يرفث ولا يصخب، فإن سابَّه أحد أو قاتله فليقل: إني امرؤ صائم. والذي نفس محمد بيده لخلوف فم الصائم أطيب عند الله من ريح المسك. للصائم فرحتان يفرحهما، إذا أفطر فرح، وإذا لقي ربه فرح بصومه».
علينا إخوة الإسلام أن نلتجئ إلى المولى -عز وجل- خاصة في هذا الشهر الفضيل ولياليه المباركة، وفي هذه الظروف, برفع الأكف بالدعاء لله؛ فهو خير سلاح. والالتجاء إليه لدحر هذا الوباء والفتك به، ويذهب ما حلّ بنا، ويصرفه عن بلادنا وعن بلاد المسلمين، إنه سميع مجيب.
أسألُ الله لي ولكم قبول الصيام والقيام والدعاء وصالح الأعمال, وأن يُعظم لنا فيه الأجر، ويتقبله منا خالصًا لوجهه الكريم.