د.عبدالعزيز الجار الله
يشهد العالم مرحلة جديدة مع استفحال كورونا الذي حصد أرواحاً عديدة قد يصل الرقم إلى المليون متوفى، والإصابات قد تتضاعف لتصل إلى (5) ملايين حول العالم، والمدة قد تصل إلى عام 2025 حتى يتعافى العالم من صدمة كورونا، ليس كما كان يعتقد البعض أنها فيروسات طارئة وعمرها قصير، بل أنها سوف تستوطن بإحدى القارات وتصبح دائمة، هذه الجائحة قد أحدثت تغيرات عدة: تقنية، وتعليمية، واجتماعية، واقتصادية، يصعب العودة إلى الخلف إلى ما قبل كورونا.
- الشركات التي تعمل بالتقنية وجدت نفسها في صراع سريع من أجل خلق تقنية سريعة وفاعلة تناسب احتياج هذه المرحلة التي أصبحت جميع الخدمات لا يمكن الحصول عليها إلا عبر التوصيل وعبر الأنظمة الإلكترونية تلغي التواصل القريب، قد تختفي شركات ومؤسسات تعمل في مجال الحاسب والاتصالات لأنها وجدت نفسها غير قادرة على المواكبة وتقديم خدمة الإنترنت السريع، والذي يحتاجه سوق العمل.
- التعليم يستعد دخول التعليم عن بعد، ومعه قد تنخفض فاتورة التعليم، وتقل كلفة التعليم إلى مستويات منخفضة جداً وبخاصة تعليم مسارات الدراسات الإنسانية، كلفة التعليم في الداخل والابتعاث ستشهد اقتصاديات جديدة وبخاصة التعليم الأكاديمي الجامعي والدراسات العليا الباهضة التكاليف تصل في السنة الواحدة إلى (60) ألف دولار، وهي قريبة من مبلغ الابتعاث إذا حسبنا كلفة المباني، ورواتب أعضاء هيئة التدريس، وبدلات السكن والساعات الإضافية والتأمين أو العلاج الطبي.
- العالم تغير اجتماعياً، فالمجتمع نفسه لم يعد يقبل آليات وأنماط العمل السابق من تعامل تجاري أو اجتماعي، وأصبح غير المثقف تقنياً غير قادر على التواصل الاجتماعي ويعيش عزلة عن محيطه، في الأسرة الواحدة وفِي البيت الواحد إذا لم تكن في مستوى واحد من الثقافة الإلكترونية، سيكون التواصل داخل البيت متعذراً، والفرق واسع بين الأجيال.
- الاقتصاد سيدخل في تجاذب بين أنظمة قديمة وأنظمة حديثة، وهذا سيؤدي إلى خسائر لشركات كبرى، والفترة الماضية عشنا إرهاصات الخسائر الفادحة، قد تختفي معها شركات عملاقة ومهن وشخصيات كانت نافذة في عالم المال والاقتصاد والسوق التجاري.