«الجزيرة الثقافية» - محمد المرزوقي:
وصفت الشاعرة والناقدة الأكاديمية الدكتورة إقبال بنت محمد العرفج، رسالة الشعر تجاه الوطن وقضاياه، بأنها رسالة جمالية لا تقف عند حدود التغني بالوطن، بل الدفاع عن قضاياه، وتعزيز قيم الولاء لقيادته، والانتماء له، قائلة: الوطن هو الأم وهو الحنان الذي لا جزاء له إلا البر، بوصفه العين التي نظر بها إلى المكان الذي نترعرع فيه، ما جعل حبه بالفطرة التي خلق الله الإنسان عليها، ما يجعل من واجبنا كشعراء تعميق قيم حب وطننا، وافتداءه بالغالي والنفيس، ونتغنى له وبه كما يفعل الشعراء الأسلاف الذين تغنوا وسطروا فيه الكثير.
وقالت إقبال: الشعر لغة تبعث في النفوس القوة والحماسة ولذلك الشعراء يعتبرون من الطابور الخامس الذين لهم دور إعلامي، ولهم قدرة في التأثير على المتلقي، إضافة إلى ما يؤديه الشعر من رصد وتوثيق للأحداث عبر لغة الشعر وجمالياته، فللوطن في قصائدنا حب لا يوصف وانتماء لا ينتهي، والأجمل أنه حب فطري، بل حب وبر واجب على كل مواطن، ليظل حب الوطن هو الحب الصادق الذي لا ينتهي الشعراء عند حد في نظم قصائدهم في حبه، في رسالة شعرية للمتلقي بأن يفتدي ترابه بالروح والدم والمال، خاصة إذا ما مر بالوطن ظروف ما، أو حاول أحد النيل من مقدراته، إذ نجد الشعراء من أوائل المشاركين بالكلمة الإبداعية الشعرية، ذائدين عنه بكل ما يملكون، بالكلمة وبالفعل.
وعن العلاقة بين الشعر والوطن، ومدى أهمية تعزيز هذه العلاقة، خاصة في ظل ما قد يطرأ من مستجدات تتطلب تكاملية خطابات الفنون الإبداعية والفكرية في خطابنا الوطني، قالت إقبال: دائماً الوطن بحاجة الى شعراء مميزين لإبداع الكلمة الوطنية والحماسية، خاصة في وقت الحاجة، وأن نغرد تغريد البلابل فخراً وتوثيقاً لمنجزات الوطن، ولسان حالنا يقول: «ارفع رأسك أنت سعودي»، وفي قناعاتي أن أعذب الشعر ما كان في حب الوطن، لأن له رونقه الخاص به، لذا نجد الشعراء العظماء تغزلوا بحب الوطن تعبيراً وتقديراً لمكانته في قلوبهم، فالوطن حب متفرد لا مثيل له! ولعلي أذكر عدة أبيات نظمتها في أزمة كورونا، عنونتها بـ»سمعاً وطاعة»، ومما قلته فيها:
إذا نادى المليك وقال قولاً
نقول له: ألا : سمعاً وطاعهْ
جلسنا في البيوت لدرءِ سوءٍ
ونجلس حين نجلس عن قناعهْ
ونعطي للعلوم بكل جد
وعبر النت لا نخشى انقطاعه
ودائماً وفي كل موقف نشعر بجمال وطننا، وندرك تضحياته لأجل مواطنيه في كل الأوقات سواء كانا في أزمة أم لا، سائلين الله أن يحفظ بلدنا ومليكنا الحبيب الغالي، وولي عهده الأمين الطموح.