د. صالح بن سعد اللحيدان
تحتفل (معاجم اللغة) بوافر من البيان الكثير وذلك لشرح المفردات الضرورية لإيضاح سبب الخلل اللغوي في سياق الواردات من مطولات الآثار والعلماء والمفتون والقضاة والباحثون وسواهم، هم أول الناس الذين يحسن بهم الوقوف على (خلل الآثار اللغوية) في أسفار كثيرة منتشرة، وفي هذا الجزء من المعجم أبين ضرورة الوقوف على حالاتٍ لا بد من بيانها لرسم سبيل مقيم يسار فيه صوب الصحيح والضعيف من واردات النص خلال قرون خلت، ومن هنا فقد يرد هذا السؤال: كيف لي معرفة صحيح الآثار من ضعيفها؟
والجواب هو كما يلي:
يتبين لك من علامات لغوية منها مثلاً:
1/ أن يرد الحديث أو الأثر ركيك اللغة.
2/ أن يكون فيه تقديم وتأخير لا داعي لهما.
3/ أن يكون الحديث مبتوراً.
4/ أن تكون اللغة ذات انحياز في بدعة.
5/ أن يكون (المتن) ذا خلل لغوي مُسف.
6/ أن يكون الحديث فيه تكرار لغوي سامج.
7/ أن يكون السند مضطرباً.
8/ أن يكون السند مقلوباً.
9/ أن يكون السند في زيادة مدسوسة.
10/ أن يكون السند منقطعاً.
11/ أن يكون الراوي ذا جهالة.
12/ أن يظهر في السند مبتدعا واضحا.
13/ أن تكون لغة الراوي سيئة الاتجاه.
14/ زيف التاريخ أو الواقعة من خلال المتن.
15/ الإسفاف في النحو وما يدل عليه.
16/ معرفة حال واتجاه المصنف للكتاب.
17/ الدعوة من خلال (لغة المتن) إلى العصبية أو القومية.
18/ ركاكة اللغة وسوء إيرادها.
هذه (قارئي العزيز) حسب فهمي على المطولات وكتب الفروع وما أسمعه اليوم هذه هي أهم ما يوجب رد الحديث والحكم بالضعف أو الوضع أحياناً، ولا ضير من ذكر بعض الكتب المشهورة والتي جاء فيها كثير من ذلك..
مما يجب على العلماء والمحققين والقضاة وأهل الأدب والثقافة أن ينتبهوا إليها فلا يأخذوا منها أو يعولوا عليها إلا بعد نظر عالم مكين أمين من صحة أو ضعف أو وضع ما ورد فيها فإن الوارد فيها من الضعيف شيء كثير جداً، فمن تلك الكتب:
1. حياة محمد/ توفيق الحكيم.
2. حياة محمد/ أحمد أمين.
3. روايات الإسلام/ جرجي زيدان.
4. على هامش السيرة/ طه حسين.
5. تاريخ الإسلام/ أحمد شلبي.
6. أولاد حارتنا/ نجيب بن ميخائيل محفوظ.
وهذا الكتاب للروائي المصري وهو عبارة عن رواية يصف القرن الأول أنه عصر رعي ونبات وأخذ وعطاء بشيء من الإسقاطات، وقد أورد بعض الآثار لكنها من خلال المعنى فقط وساقها عبر الحوار.. إلخ، والتنبه إلى هذا يحتاج إلى فهم جيد وعقل واسع مدرك وخلفية شفافة، أما من كتب المتقدمين:
1. خاص الخاص/ للثعالبي.
2. البحر المحيط/ للرازي.
3. الإمامة والسياسة/ لابن قتيبة الشيعي وليس الإمام المعروف صاحب كتاب (أدب الكاتب).
4. منازل السالكين/ للهروي.
5. مروج الذهب/ للمسعودي.
6. مخاطرات وخطب/ ابن رشد.
7. البخلاء/ للجاحظ.
أقول ولا بأس من قراءة هذه الأسفار من باب التفكه والاسترواح والتعجب، لكن بشيء من جودة سبق العقل للعاطفة، ونباهة الحس، وحجر النفس ومخاتلتها للعقل الجيد الفطين، (فإنه لو كان الدين بالعقل لكان مسح أسفل الخف من أعلاه)،
فالعقل هو محط الوحي ومناط الأحكام لكنه يجب أن يُضبط (بالوحي) وإلا سرح به الخيال بعيداً، ومن هنا قد يتعب صاحبه وقد يزل وهو يظن أنه على صواب.