محمد جبر الحربي
سَتَبْقَى كَوْنُكَ الْأَنْقَى
كَمَا الدُّنْيَا السَّمَاوِيَّةْ
بَسِيطَاً.. كَيْفَمَا تَزْهُو
عَلِيَّاً... صَافِيَ النّيَّةْ
حَمَاكَ اللهُ مِنْ غَرْبٍ
وَمِنْ رِيحٍ شَمَالِيَّةْ
فُكُنْتَ الدِّفْءَ فِي الْمَبْنَى
لِأَنَّ الرُّوحَ شَرْقِيَّةْ
وَشِعْرُكَ عَالِيَاً يَبْقى
كَأَشْجَارٍ خُرَافِيَّةْ
نَخِيلَاً.. حَرْفُكَ الْمَعْنَى
رِقَابَاً غَيْرَ مَحْنِيَّةْ
عُرُوبِيَّ الْهَوَى طَلْقَاً
وَمِنْ أَرْضٍ عُرُوبِيَّةْ
وَحَرْبِيَّاً.. عَلَى سِلْمٍ
جُذُورُ الطِّيبِ «حَرْبِيَّةْ»
بِلَا قَلْبٍ عِدَائِيٍّ
وَلَا عَيْنٍ عِدَائِيَّةْ
وَلَا ألْوَانَ لَوْلَا الْعَيْنُ
مَنْحَاً لِلشَّفَافِيَّةْ
فَلَا بَيْضَاءَ لَا سَوْدَاءَ
لَا حَتَّى رَمَادِيَّةْ
جَمَالُكَ يَمْنَحُ الْأَلْوَانَ
وُجْدَانَاً.. وَمَاهِيَّةْ
وَعَيْنُكَ تَمْنَحُ الْعَادِيَّ
دُنْيَا غَيْرَ عَادِيَّةْ
تَخَالُ تَدَرُّجَ الْأَلْوَانِ
مِنْ ذَاتِ الْجَمَالِيَّةْ
وَأَنَّ تَجَدُّدَ الْأَفْكَارِ
مَحْدُودٌ بِذَاتِيَّةْ
وَأَنْتَ الْكَوْنُ فِي ذَاتٍ
كَذَاتِ الْكَوْنِ مَطْوِيَّةْ
وَأَنْتَ جَدِيدُ مَا يَأْتِي
وَأَنْتَ رُؤَىً تُرَاثِيَّةْ
وَأَنْتَ كُنُوزُ مَنْ بَادُواْ
قَلَائِدُكَ الْوِرَاثِيَّةْ
كَشَفْتَ السِّرَّ وَالْمَعْنَى
بِلَا حِيَلٍ بَلَاغِيَّةْ
بِإِيمَانٍ بِلَا حُلَلٍ
وَلَا فَتْوَى قَضَائِيَّةْ
غَرِيبَاً دُونَمَا مَنْفَى
سِوَى مَنْفَى الْوُجُودِيَّةْ
غَدَا لِلنَّاسِ أَرْبَابٌ
وَهُمْ أَسْرَى الْعُبُودِيَّةْ
لِغَيْرِ اللهِ ما عَمِلُوا
وَلَوْ عَلِمُوا الْأُلُوهِيَّةْ
لَعَمَّ الْخَيْرُ عَالَمَنَا
فَلَا أقْطَابَ نَازِيَّةْ
لِأَنَّ اللهَ قَدْ أعْطَى
لِكُلِّ النَّاسِ حُرِّيَّةْ
فَلَا مَوْلَى سِوَى رَبٍّ
وَلَا أَرْبَابَ دُونِيَّةْ
وَلَا آلَامَ حَدَّ الْيَأْسِ
لَا أَحْلَامَ وَرْدِيَّةْ
تَعِيشُ الْوَاقِعَ الْيَوْمِيَّ
فَالْأَحْدَاثُ يَوْمِيَّةْ
لَكَ الصَّلَوَاتُ وَالدَّعَوَاتُ
بَادِيَةً وَمَخْفِيَّةْ
بِلَا شَكٍّ وَلَا رَيْبٍ
بِتَوْحِيدِ الرُّبُوبِيَّةْ
سَلَامُكَ وَالْيَقِينُ الْقَلْبُ
أمْنُكَ: أرْضُكَ الْحَيَّةْ
بِلَادٌ رُوحُهَا الْإِسْلَامُ
لَا أَدْيَانَ.. وَضْعِيَّةْ
صَفَاءٌ فِي مَلَامِحِهَا
صَفَاءٌ دَاخِلَ النِّيَّةْ
فَسَلْ فِي الْخُبْثِ عَنْ إِيرَانَ
سَلْ فِي الْغَدْرِ تُرْكِيَّةْ
وَإِمَّا شِئْتَ.. عَنْ قَطَرٍ
فَسَلْ عَنْ لَدْغَةِ الْحَيَّةْ
سَلِ «الإخْوَانَ» عَمَّا كَانَ
مِنْ كَيْدٍ وَدُونِيَّةْ
سَتَعْرِفُ أَنَّكَ الْإِنْسَانُ
وَالْأَعْدَاءُ وَحْشِيَّةْ
وَمَهْمَا حَاوَلَ الطُّغْيَانُ
حَجْبَاً بِالْكَرَاهِيَّةْ
سَتَبْقَىَ الْحُبَّ وَالْإِيمَانَ
إِنَّ الشَّمْسَ مَرْئِيَّةْ