تستهل الأديبة السعودية أميمة الخميس طريق موهبتها الأدبية الوارفة بمجموعتها القصصية (و.. الضلع حين استوى)، وقد حملت المجموعة القصة القصيرة كـ(فن) أدبي كما هي لدى كتّاب الأمم المتقدمة، صدرت المجموعة في وقت يحيا المجتمع السعودي حالة عتمة مخيفة بسبب وجود التيار المتطرف الديني الكاره للمرأة ووجودها، لتكون شجاعة القاصة أميمة الخميس في إصدار هذه المجموعة التي كانت كنور يعلن ميلاد كاتبة تحارب جحافل الظلام.
تلفنا القاصة أميمة الخميس بست عشرة قصة، بطلاتها من أرجاء الكون، يفترقن ويلتقين، يتداخلن، تختلف ملامحهن، ولكن تتشابه أوجاعهن، وعندما ننهي القصة الأخيرة (سلمى العمانية)، نتذكر أننا شاهدنا نساء بين ذات أنثوية واحدة متشظية بين الغربة والوحدة والقرى البعيدة، والألم، ولكن القاصة أميمة الخميس رفعت صوتهن، ووحدته فغدون نساء في امرأة واحدة تريد الحياة.
تمر القاصة أميمة الخميس بصبايا صبراً البيروتيات، فتظهر أنعام التي وصفتها القاصة بكلمات من دلال (الغنج الشاهق) ثم تنقلنا إلى دويشة ابنة القرية الصحراوية التي رأت تقدم قريتها نحو الحياة. أما في قصة (بيت في يافا) فتشعل لنا أميمة الخميس أمل العودة، وبين ذلك تظهر البطلة اليافاوية التي بقي في ذاكرتها بيتها ومفتاحه الذي خبأته تحت أصيص شجرة فل، لنبكي هنا.
وفي قصة (الرنين الصامت) تصعد للجنوب، وتسكب لنا الاختلاف بين حياة المدينة والقرية، ذلك الاختلاف الذي كان سبباً في جراح البطلة.
أما في القصة العاشرة من المجموعة فنجد أنفسنا أمام الآخر الذي تجسد في هيلينا الهولندية التي تحب الرسم، ووجدت نفسها في مدينة نجدية، ورغم غربتها، ما زالت تتشبث بحلمها أن ترسم تحفة عظيمة.
كانت مجموعة (والضلع حين استوى)، لثغة الموهبة التي تفتقت عن لغة رشيقة، وجماليات سرد شاسعة فتحت حكايات جراح نساء للعالم، كما رصفت طريقاً مزهراً لفن القصة القصيرة الحديثة في أدبنا السعودي، تذكرت وأنا أنهي قراءتي للمجموعة مقولة الكاتبة كارولين سي: «كل كلمة تكتبها المرأة تغير قصة العالم».
والضلع حين استوى، 1413، الطبعة الأولى، دار الأرض
** **
- تركية العمري