علي الصحن
في تاريخ المنافسات السعودية، وكما يحدث في جميع المنافسات، أخطاء تحكيمية لا يمكن أن تغادر الذاكرة، منها ما وقع في مباريات حسم أو مواجهات تنافسية في مباريات تؤثِّر في النهاية على المحصلة النهائية للمسابقة.
في فترة التوقف والفراغ الرياضي الحالي تحدثت بعض البرامج الرياضية عن بعض هذه الأخطاء، لكن حديثها كان منقوصاً، وتعليقها لم يحالفه الصواب، وفي الغالب كان حديثاً تحركه الأهواء وتدير رحاه العواطف.
وعلى سبيل المثال، عندما يتحدث البعض عن نهائي كأس المؤسس الذي فاز به الهلال على الأهلي قبل عقدين من الزمان، ويحاولون الإيحاء بأن الفريق الخاسر قد تضرَّر من تحكيم المباراة ويمررون ذلك بالإشارة إلى خطأ واحد فقط، فيما يتجاهلون أخطاء أخرى تضرَّر منها الفائز، فلن يكون هذا الحديث أكثر من تضليل للمتلقي، وادّعاء المظلومية وتبرير الخسارة المرّة، لأن هناك من يعتقد أن الناس تنسى ما تريد ووحده فقط يذكر ما يريد!
وعندما يتحدث البعض عن كرة النزهان كحالة فردية في المباراة، ويتجاهلون أساس اللعبة، ويتناسون أخطاء أخرى وقعت في المباراة، فإن الأمر تضليل وتلاعب بالحقائق أيضاً، وكنت في مثل هذه الحالات أتمنى لو أن التحضير في البرامج الرياضية كان جيداً، فعرضت كل ما في المباريات من أخطاء، وناقشتها مع متخصصين (فاهمين) في قانون كرة القدم، وليس عن محلّلي أظن وأعتقد وأرى و(أشوف أنها كذا).. ، كما أشير أيضاً إلى أن بعض الضيوف يستغل ضعف ثقافة الضيف الآخر، وعدم إلمامه بكثير من الأمور، فيحرجه ويضغط عليه، ويظهره أمام المشاهدين مستسلماً لحديثه، وكأنما سلم بكل شيء، فيكسب الأول الجولة، وبالطبع كلاهما يمثِّل نفسه.
يردد بعض النصراويين هدف المشعل وأن الهلال قد كسب المباراة بقرار تحكيمي، وقد كان الحكم شجاعاً وهو يرد ويؤكد سلامة قراره، كما كان المهنا شجاعاً وهو يعترف أنه حرم الهلال من ضربة جزاء أمام النصر بالذات، وبغض النظر عن هدف المشعل، أتمنى من النصراويين أن يتحدثوا عن جميع المباريات التي جمعتهم بالهلال وعن الأخطاء التحكيمية التي وقعت فيها، وعن المتضرّر والمستفيد فيها، وهنا لن أذكر أي حالة، فالهلاليون والنصراويون يعرفون كل شيء، والشمس لا تحجب بغربال وكثرة الأخطاء لصالح النصر لم توقف بطولات الهلال.
الحديث عن الأخطاء في المباريات التنافسية يجب أن لا يحجب الأخرى التي وقعت في مباريات أخرى، مثلاً: أشهر بلنتي لم يحتسب للعابد، يد دلهوم، يد هادي، هدف نجران في النصر، بلنتي النصر على الخليج.. هذه عينة بسيطة جداً لا يمكن أن يناقشها بعض الإعلام لأنه لا يمكن أن يجد لها مخرجاً ولا مبرراً، ولأن الهلال هو المتضرّر منها وغيره المستفيد.
الهلاليون يثقون في فريقهم، ويتمنون فتح جميع الملفات القديمة، ومناقشتها عن طريق متخصصين، وهنا لا يمكن أن نقول إن الهلال لم يستفد يوماً من خطأ تحكيمي، فلا يوجد فريق في العالم لم يحدث له ذلك، ولكن المطلوب مناقشة كل شيء، وليس شيئاً من شيء!
حقق الهلال بطولة آسيا دون أن تحتسب له ضربة جزاء واحدة، وبعضهم يقلّل من فوزه الذي جاء بكل جدارة ويشككك في استحقاقه، هم من كان يصفق لنيشيمورا وقراراته، ومن كان يهلّل لأوراوا ويحفظ جدول مبارياته، ويعرف كل نقاط قوته وضعفه.... هؤلاء هم من يشكك بالهلال وبطولاته ويرمي على غير سبب للهروب من الواقع.
بعد الرابع والعشرين من نوفمبر وبعد اللقب النفيس ظهر بعض ما في النفوس ممن لا يتعلمون من الدروس، سنوات طوال وهم ينالون من الهلال والهلال ينال اللقب تلو الآخر .. ولا أظنهم سيتغيّرون!
أعود للسطر الأول وأقول: هل يقبل البعض بمناقشة كل الأخطاء عن طريق متخصصين وليس منظّرين؟