فهد بن جليد
شئنا أم أبينا سيغيِّر (فيروس كورونا) -ولو بشكل مؤقت- ملامح ونكهة عبادات وعادات شهر رمضان المُبارك لهذا العام الذي يبدأ يوم غد، الأمر مُحزن للجميع وغير مألوف ونحن نفقد مظاهر تعبدية، ولقاءات عائلية، اختصَّ بها الشهر الكريم، ولكن سماحة ديننا الإسلامي تستوعب كل الظروف والمُتغيِّرات وتتعامل معها بما يحفظ سلامة (النفس) وصيانتها كإحدى الضروريات الخمس، لذا كان التباعد الاجتماعي خياراً لا رجعة فيه (طلبه الأطباء، وأقرَّه العلماء، وفرضه النظام) سلامة للجميع حتى انتهاء هذه الجائحة.
ما يجب الانتباه له مع دخول رمضان هو أن نكون حاسمين وجادين في عدم فتح المجال (لغير المُبالين) بالخطر الذي يشكِّله (فيروس كورونا) من الأصدقاء والأقارب والجيران، الذين قد يُحاولون خرق التباعد الاجتماعي المفروض مؤقتاً، من باب الشوق والحب والتقدير والمكانة للحفاظ على مظاهر تعبدية واجتماعية اعتاد الناس عليها في رمضان، فيها تجمع قد يكون سبباً في انتقال (الفيروس) -لا سمح الله- لذا المسؤولية هنا كبيرة ومُشتركة، فالعبادة قائمة بأجرها وفضلها، والمحبة دائمة وباقية في القلوب، ولا تعني تعريض النفس والمُجتمع للخطر، فالمشاعر يمكن تقديمها واستقبالها هاتفياً أو عبر الفيديو بشكل افتراضي، هنا يجب أن نكون جميعاً على قدر كبير من الوعي والصراحة والحسم، وألا نُسهم في تفكك الصفوف نتيجة الضعف والوقوع في الحرج أو التقدير أو العادات والتقاليد، لا باب للمُجاملة هنا فالمُخطئ وغير المُبالي يمُثِّل نفسه ويُعرِّضها للخطر والعقوبة، ولا يلزم غيره بارتكاب ذات السلوك حتى لو كانت المنازل مُتجاورة.
لا يمكن تصنيف أي تجاوز وتحايل مُجتمعي أو شخصي من أجل الاجتماع في شهر رمضان المُبارك على أنَّه محبة وتقدير، المسألة تتجاوز كُل هذه المشاعر العاطفية التي يمكن التعبير عنها بطُرق مُختلفة وتعويضها، حتى لا تنصب في خانة (غير المقبول) المُهدِّد لصحة وأمن الجميع ومُخالفة النظام، والذي قد ينسف كل جهد بُذل، وكُل ريال دُفع، من أجل حماية الجميع من خطر (كورونا).. شهر مُبارك وتقبَّل الله من الجميع.
وعلى دروب الخير نلتقي.