كما أن الشدائد هي المحك للتمييز بين الأصدقاء الحقيقيين والمزيفين، كذلك هي مواقفنا خلال المحن والأزمات التي تمرُّ على بلداننا؛ تكشف مدى تفهُّمنا، ووعينا، وإيماننا بأوطاننا.. فنحن نمرُّ بأزمة صحية منذ ظهور أول حالة إصابة بمرض كورونا المستجد؛ استوجبت اتخاذ قرارات وقائية، ونصائح عامة، تجنبًا لتفشيه، وتحوُّله إلى وباء يصعب السيطرة عليه، ويؤثر في كل فرد في المجتمع. وتطلب ذلك تفهُّم وإدراك أفراد المجتمع، وقيام كل منهم بدوره؛ ليكون ممارسًا إيجابيًّا قدر ما يستطيع. ومن أهم ذلك أن يتجنب الاجتماعات، والاختلاط بالآخرين، ويتبع التعليمات من نظافة وعدم مصافحة؛ ليكون مُسهمًا في عدم تفشي الفيروس.
وظهرت بعد ذلك مرحلة منع التجوُّل لإيصال رسالة بأهمية تأثير التجمعات والازدحامات في سرعة تفشي هذا الوباء، مع فرض غرامات على المخالفين؛ لجدية تأثير ذلك على الجميع.
كما شهدت الأسواق هستيريا التسوُّق للمواد الغذائية، التي في الغالب تنتهي إلى الرمي؛ لأننا نخزن حسب تجارب سابقة أكثر من حاجتنا، وتنتهي صلاحيتها، أو يتغير طعمها؛ ونضطر للتخلص منها؛ لذا فهي فرصة لنسهم بدور إيجابي في مجتمعاتنا بالتسوق على قدر الحاجة بعيدًا عن تكديس كل شيء بطريقة مبالغ فيها، وتؤثر في عدم حصول الآخرين على حاجتهم، ولاسيما أننا نرى (تطمينات) بوفرة المخزون لسنوات كافية؛ فلا داعي للهلع والخوف من انقطاع أي منتج ضروري؛ فلنمارس واجبنا الإنساني بالحد الأدنى، مع الاعتدال في التسوق بعيدًا عن الإسراف والتكديس؛ لأن الضرر سيطولك، ويطول الجميع.. ولنرسم صورة حضارية، تعكس قيمنا، وتعبِّر عن دورنا في مساعدة أوطاننا لتخطي هذه المحن. ولنجعلْ طريقة تسوُّقنا تدل على مدى تفهمنا ووعينا من خلال شراء ما نحتاج إليه ونستهلكه فعلاً، مع بارقة أمل مما تم رصده ومشاهدته من مستهلكين أو تجار؛ كانوا على قدر المسؤولية في تفهُّم الوضع والظرف، والتصرف بمثالية.
** **
@AtiaAkilan