عبدالعزيز السماري
من خلال أزمة كورونا تستطيع أن تقرأ المشهد الأمريكي، فالصراع تجاوز كل حدود السياسة المتعارف عيها، فالإعلام والديموقراطيون والدولة العميقة يعملون لإعاقة فوز الرئيس ترامب في الانتخابات القادمة، ولو كان الثمن إسقاط الاقتصاد، ويظهر ذلك في المشهد السياسي الأمريكي، فهم يدفعون لتأخير فتح البلاد إلى نوفمير، والرئيس ترامب يدعو مناصريه للخروج..
ربما يمثل هذا المشهد أسوأ سيناريوهات التاريخ السياسي الأمريكي، إذ لم تصل لغة الصراع إلى هذه الحملة العنيفة من الإعلام ضد الرئيس، والذي لا يتوقف عن طريقته في المواجهة، والتي تقوم بالحديث مباشرة، وظهر ذلك في نقده المباشر لتزييف حالات الوفيات في نيويورك، وذلك عندما اكتشف أنهم أضافوا حوالي 4000 حالة وفاة إلى وفيات كورونا، بالرغم من أنها لم يثبت التشخيص طبياً..
شاركت الهيئات الطبية الرسمية في الصراع، عندما حوَّلوا الوفيات بشكل عام إلى كورونا من خلال آلية التشخيص، والتي فتحت الباب لضم أي حالة مشتبه بها إلى وفيات كورونا، وقد كان الرئيس يدرك ذلك منذ البدء عندما صرَّح أن الإنفلونزا تقتل في أمريكا سنويًا ما بين 20000 إلى 80000 إنسان في أمريكا، فلماذا هذا الصخب حول كورونا..
كان الفائض في أجهزة التنفس الصناعي، وعدم استخدامها في نيويورك دليل أن تضخيم الوباء حقيقي، وقد تنقذ الرئيس الدراسات العلمية المتوالية من جامعة ستانفارد ومن بوسطن وغيرها عن انتشار فيروس الكورونا بين الناس، والتي وصلت في بعض العينات إلى أن 30 % منهم قد أصابهم الفيروس من الذين شملهم الفحص الشامل، لكن دون أعراض..
كذلك اتضح في مبادرته في إعلان أن داء الملاريا فعّال، وأخذه برأي العالم الفرنسي، وهو ما أفسد بعض طبخات الأدوية الجديدة واللقاحات من الشركات التي تقف مع الديموقراطيين، وسارع لاستيراد كميات هائلة من الدواء من الهند، وتم توزيعها على الولايات، قبل أن تنتهي دراستهم العلمية حول الدواء، وربما ساهم في تقليل التنويم إلى درجات متدنية، فقد تحول الوباء إلى مرض يُعالج في العيادات الخارجية.
في ظل عصر الاتصالات تغيرت وسائل الصراع، فقد دخل العلم ميدان الصراع، وفقد بعض الباحثين مصداقيتهم، فالعالم (بكسر اللام) من المفترض أن ينأى بنفسه وبحثه عن السياسة، وتبين ذلك في البحث الذي نشرته مجلة نيو إنجلند الشهرية لبحث ينتصر إلى دواء أمريكي، برغم من أن البحث تم تصميه وكتابته من قبل موظفين في شركة جلعاد للأدوية..
وظهر اسم بيل جيتس في صورة إعلامية مختلفة، فقد وضعه الإعلام الأمريكي الشعبوي في منزلة المستثمر الذي يريد أن يستفيد من الكارثه الوبائية، وارتبط اسمه باللقاح المنتظر، وكما تحدث زميل مختص عما يحدث، وأن الأمر لا يخلو من ثلاث حقائق، أولاً أن العالم أمام فيروس جديد له أعراضه، ويصيب الإنسان، وثانياً أنه حدث بالفعل تضخيم لأرقام وفياته في العالم بسبب طرق التشخيص، وثالثاً، وهو الأهم أنه تم استغلاله سياسياً في الانتخابات الأمريكية، وهو ما أثر على العالم بدرجة غير مسبوقة..