فهد بن جليد
الوقت مُناسب جداً للإعلان عن برامج وتطبيقات إلكترونية جديدة وآمنة تحت إشراف الجهات المعنية والرقابية، تختص بتسهيل وتسيير طُرق دعم المُحسنين والراغبين في أعمال الخير في شهر رمضان المُبارك، ساعات قليلة تفصلنا عن دخول الشهر الكريم الذي يبدو مُختلفاً كُلياً هذا العام، بفعل استمرار الإجراءات والاحترازات الصحية التي فرضها (فيروس كورونا) على العالم، هنا أتوقّع وأتمنى مُضاعفة الدور الإيجابي المشكور الذي تقوم به الجمعيات الخيرية والمجتمعية في تقديم العون والمساعدة للمستفيدين من خدماتها بإشراف ومتابعة وزارة الموارد البشرية والتنمية الاجتماعية، ولكن هذه المرَّة بتنوّع طُرق وأفكار الدعم بما يتناسب مع إجراءات وظروف وقف الأنشطة والعمل عن بعد.
ضمان سد احتياج الأسر المُتعفِّفة من المنتجات والسلال الغذائية والأدوية في شهر رمضان مع استمرار منع التجول، هو أهمية مُلحة -برأيي- في هذا الوقت، ويمكن التفكير بطريقة تقنية قد تستمر حتى بعد (عصر كورونا) تضمن بها الوزارة تدفق الدعم للجمعيات، واستمرار تقديم المُنتجات للمُستفيدين بتطبيق إلكتروني وبأقل الخطوات الممكنة، عبر اختيار الأسرة آلياً ما تحتاجه من أغراض تموينية ومواد غذائية من المتجر الخاص (بالجمعية) مُباشرة فيما يشبه عملية (التسوّق الإلكتروني من البوتيك) برقم سري وبمبلغ ( الدعم) المُقرَّر، والمُرتبط أصلاً بنقاط البيع الأقرب وبخصومات وآلية توصيل مجانية حسب (اللوكيشن) أو الموقع المُحدَّد، مع تقديم تقرير مُفصَّل في نهاية عملية التسوّق لمعرفة نوعية الحاجة الفعلية لكل عميل، الذي يمكن أن يتسوَّق أكثر من مرة في الشهر حسب احتياجه.
فكرة (بوتيك التنمية الاجتماعية) يمكن تطويرها ووضع آلية رقابة مُناسبة لها، سنتجاوز بها كثير من المُعضلات الآنية مع صعوبة التنقّل والحركة ليتم العمل والتطوّع تقنياً، وستخفض بعض التكاليف (اختيار المنتجات المُناسبة ثم نقلها تخزينها في الجمعيات، تصنيفها، وتوزيعها، وإيصالها للمُستفيدين ... إلخ) وستشعر الأسرة بأريحية أكثر وتنوّع في اختيار ما يُناسبها وتحتاجه بالفعل حتى في كسوة وملابس العيد، ما يحفظ كرامة رب الأسرة أمام أبنائه وأفراد أسرته، فالفكرة هي تقديم الدعم والشعور بالتكاتف الاجتماعي في هذه الشهر، وليس فرض أسلوب معيشي مُعيَّن على الجميع من خلال تقديم مُنتجات مُحدَّدة، النقطة الأخيرة التي تسمح بها مساحة المقال هي ضرورة تفكير الجمعيات الخيرية استثنائياً في هذا الظرف، تقديم مُنتجات (ترفيهية وألعاب للأطفال) تُساعد أفراد الأسر المُتعفِّفة والمُستفيدة قضاء أوقات فراغهم بشكل مُسل، حتى لا يشعروا بالوحدة والنقص مع البقاء في المنزل مع ما تعجُّ به وسائل التواصل من ألعاب ترفيهية حتى ولو كانت بسيطة.
وعلى دروب الخير نلتقي.