م/ نداء بن عامر الجليدي
في الشهر الماضي وافق مجلس الوزراء على إنشاء أربعة مراكز حكومية متخصصة في مجال الأرصاد الجوية والبيئة وحمايتها، ضمن خطة حكومية تستهدف الحفاظ على البيئة بشكل ممنهج يشارك فيه المجتمع ومؤسساته.
كما شمل القرار أيضًا تنظيم صندوق البيئة، وهذا يندرج ضمن رؤية المملكة 2030 التي أشارت في مضامينها على (أن حفاظنا على بيئتنا ومكوناتها الطبيعية من واجباتنا الدينية، والأخلاقية، والإنسانية، ومن مسؤولياتنا تجاه الأجيال القادمة، ومن المقومات الأساسية لجودة حياتنا). ويتوج إنشاء المراكز الجديدة، عمل فريق حكومي يضم عدة وزارات، أعد استراتيجية بيئية تستهدف تعزيز فعالية القطاع البيئي ورفع مستوى الالتزام البيئي لكافة القطاعات التنموية وخفض التلوث والتأثيرات السلبية على البيئة وتنمية الغطاء النباتي الطبيعي ومكافحة التصحر وحماية الحياة الفطرية والحفاظ على التنوع الإحيائي.
عزيزي القارئ هل تعلم عن هذه المجهودات من قبل وهل تعلم كم من فرق العمل بين العديد من الوزارات والجهات ذات العلاقة التي خرجت لنا بهذه المراكز التي سوف تكون لنا ولأجيالنا القادمة. قرار له أكثر من شهر ولم يتطرق له كاتب واحد سواء متخصصا أو غير متخصص لإبرازه أو حتى انتقاده لماذا ما زال كتابنا إعلام مناسبات يبرز عند ظهور المشاكل والأزمات البيئية، ثم يختفي لأجل غير مسمى. إلى متى غياب منهج إعلامي واضح للتعامل مع القضايا البيئية، وتفشي ظاهرة اللامبالاة وعدم الاهتمام بالقضايا البيئية في المجتمع. من وجهة نظري أن الإعلام الذي لا يتطرق للبيئة المحيطة يحتاج إلى إعادة نظر فمهمة الإعلام وخصوصاً زملائي الكتاب في الإعلام البيئي بالدرجة الأولى في نشر التوعية والثقافة البيئية، بأسلوب وبلغة وبتقنيات سلسة بسيطة ومفهومة وجذابة للمستقبل، بعيدة عن المصطلحات واللغة الجافة التي تنفر القارئ. ومن مهام الإعلام البيئي كذلك الاهتمام بقضايا البيئة، وحمايتها بصفة دورية ومستمرة وعلى مدار السنة، وليس بطريقة موسمية أو ظرفية أوحسب المناسبات. فالهدف هو ترشيد السلوك البيئي، عن طريق الوعي والثقافة والإدراك البيئي. لذا أختم مقالي بحاجتنا إلى التنسيق مع مختلف المؤسسات المعنية بالبيئة، والعمل على تكامل الأنشطة والمهام من أجل توعية بيئية فعالة. فالتحدي كبير والمسؤولية أكبر، وتتطلب الجد والاجتهاد والتنسيق..... ودمتم بود.