علي الخزيم
البلاء الحسن والجهود الكبيرة المميزة التي يبذلها جيش وزارة الصحة السعودية بمعاطفهم وكماماتهم وقفازاتهم البيضاء النقية الطاهرة، يستحقون كل التقدير والاحترام من كل مواطن ومقيم، أما القيادة الحكيمة وحكومتها الرشيدة فقد بادرت منذ الأيام الأولى لنشوء أزمة كورونا لتقديم وافر الثناء لوزارة الصحة من قمة هرمها إلى كل من يتفانى من موظفيها بالعمل لدرء هذه الجائحة عن البلاد والعباد.
هذا الإعجاب والمديح للطواقم الصحية بالمملكة لا ينسينا صفوف جنودنا البواسل بكل الحدود والثغور، فهم بحق درع للوطن ضد أعدائه؛ فالذود عن حدود الوطن والذود عن صحة المواطن، كلاهما عمل جليل يشكره الله، وتثني عليه القيادة -حفظها الله-، ويسجل الشعب السعودي عبارات الشكر والعرفان لكل الصفوف هنا وهناك؛ فهم يعملون ويُضحُّون ونحن نتنعّم ببيوتنا ونتابع جهودهم عبر التلفاز، وقد بَخِل من لا يدعو لهم بالأجر والثواب والتوفيق والسلامة الدائمة -بإذن الله-، كما أن المُنْصف لا يفوته أن يتذكر ويشكر جهود الوزارات والجهات الحكومية كافة كل باختصاصه على جهودهم المشكورة في إطار مواجهة الوباء الغاشم.
ونلمس من إخوتنا وأصدقائنا المقيمين بالمملكة ما يشعرنا بصدق نواياهم تجاه مملكتنا الحبيبة، ومدى رضاهم بل وإكبارهم للأعمال الجليلة التي تقدمها حكومة وشعب المملكة لهم من رعاية وأعمال إنسانية، مثلهم مثل أي مواطن سعودي بلا منّة، وهو ما كان محل تقدير وشكر هؤلاء الإخوة، وهذا ليس بالغريب؛ إنما الأغرب أن تُخصص قنوات ومنصّات ومواقع إعلامية جُلّ وقت بثها لحشد الأكاذيب والمعلومات المُلفقة عن المملكة وقيادتها وتجييش عناصرها المأجورة لنسج قصص الإفك والبهتان وكأنهم يحتفلون بوقوع إصابات من الوباء الجائح داخل المملكة، وما المملكة إلا بقعة بهذا الكون وشعبها من بني آدم يصيبهم ما يصيب غيرهم، ولم ندّع يوماً أننا معصومون مما يُقدره الله على خلقه، فخففوا الردح رحمة بأقدامكم، وقللوا الهذيان رحمة بألسنتكم وعقولكم، ويعلم الكون كله الآن أنه كلما زادت جهود المملكة الإنسانية وبذلها السخي من الغالي والنفيس لشعبها ودعماً لكل الإخوة والأصدقاء خارج المملكة؛ كلما تعالت أصواتكم بل نعيقكم وهرطقاتكم في محاولات يائسة للتقليل من هذه الجهود الطيبة التي أثنى عليها العالم سواكم! ولتشويه صورة مملكة الإنسانية ومملكة العزم والحزم:
مِنَ اللَومِ أَو سُدّوا المَكانَ الَّذي سَدّوا
أولَئِكَ قَومٌ إِن بَنَوا أَحسَنوا البُنى
وَإِن عاهَدوا أَوفَوا وَإِن عَقَدوا شَدّوا!
قاتل الله كل أفًّاك أثيم؛ أنتم تعلمون جيداً بدواخلكم أننا شعب يعشق مقدمة الصفوف بميادين القتال بالحق والعدل ذوداً عن الأوطان والذمار والأهل والولد؛ ومواجهة الموت بشجاعة أجدادنا الأفذاذ أبطال التاريخ وصناديد الحاضر، وكما بالحرب نحن بالسلم شاهدونا -وأنتم صاغرون- نسابق الزمن لمحاربة الوباء بكل الجهود الصحية والأمنية والغذائية والبيئية؛ وماذا أعدد لكم فهل تفقهون؟! العقول المأجورة المؤصدة تجاه الحق لن تسمع سوى رنين الدينار والدرهم؛ حتى بمجالكم الإعلامي: أنتم تلهثون وتنبحون لغيركم، ونحن نصدح بإخلاص لوطن المجد؛ فالمجد لنا!