سلطان بن محمد المالك
أبو منصور مواطن سعودي، سافر للولايات المتحدة الأمريكية لقضاء إجازته بالقرب من ابنته التي تواصل دراستها هناك. لم يكن في مخيلته أن إجازته سوف تمتد لمدة أطول رغمًا عنه، وأنها لن تكون إجازة عادية. ففي اليوم الذي وصل فيه واشنطن تم إعلان إغلاق حركة الطيران من وإلى المطار، وكانت المملكة كذلك قد أوقفت الرحلات الدولية كافة، القادمة والمغادرة؛ بسبب جائحة كورونا المستجد. هو كغيره من المواطنين السعوديين الذين صادف وجودهم خارج أرض الوطن إعلان كورونا كوباء وجائحة لم يكن أمامه من خيار سوى متابعة الأخبار، والتواصل مع السفارة السعودية، وإبلاغهم بوجوده في واشنطن، ورغبته في العودة للوطن. طلبت منه السفارة الانتظار، مع تقديم كامل الرعاية والسكن له لحين عودته. مرت الأيام صعبة عليه، وعلى غيره من المواطنين العالقين في أكثر من مكان حول العالم. واستبشر خيرًا مع الإعلان الذي أعلنته المملكة بإنشاء منصة من خلال وزارة الخارجية لجميع المواطنين الراغبين في العودة للوطن. دخل على المنصة، وعبَّأ المطلوب، وبقي منتظرًا الفرج. تم الاتصال به من سفارة خادم الحرمين الشريفين في واشنطن، وإبلاغه بموعد الرحلة.
يصف رحلته بأنها واحدة من أغرب الرحلات؛ إذ إنه ذهب للمطار، وكان خاويًا تمامًا من الركاب سوى ركاب رحلته على الخطوط السعودية. وجد في استقباله موظفي السفارة والخطوط السعودية الذين قدَّموا أفضل سُبل الرعاية لكل المسافرين. يقول: حال هبوطنا بمطار الملك خالد الدولي أحسست بأرض الوطن الغالي. كان الاستقبال رائعًا ومنظمًا للغاية، وكان كل شخص بالمطار مكلفًا بمهمة لخدمة الركاب العائدين.
حال استلام العفش تم توجيههم للركوب في باصات مهيَّأة ومنظمة، لا تحمل أكثر من 18 راكبًا؛ لتبعدهم عن الجلوس بالقرب من بعضهم، ولنقلهم للفندق المخصص لبقائهم فيه مدة الحجر (أسبوعَيْن).
وصل الجميع للفندق من فئة 5 نجوم، ووجدوا كل شيء مهيَّأ ومجهزًا لهم في غرف راقية مجهزة بالكامل. تم توزيعهم على الغرف، ويتم حاليًا تقديم أعلى خدمات الرعاية لهم.
يقول أبو منصور: لم أجد مثل هذه الرعاية والاهتمام إلا في بلدي - ولله الحمد -. كل شيء متوافر. وأوصل رسالته بالشكر للجنة العليا المشكَّلة من المقام السامي التي تعمل على مدار الساعة من أجل تأمين عودة المسافرين كافة. وقدَّم شكره لحكومتنا الرشيدة، وملكنا الغالي، وولي عهده الأمين، وسمو وزير الخارجية، وسمو سفيرتنا الرائعة في واشنطن التي كانت تتابع مرحلة عودتهم باستمرار مع فريق عمل السفارة.
يقول أبو منصور: أمضيت 4 أيام في العزل في الرياض، وكل شيء رائع، وأعجز عن وصفه.
ما سبق ذكره هي تجربة مواطن واحد من بين آلاف المواطنين العائدين لأرض الوطن من مختلف دول العالم، الذين تكفلت حكومتنا الرشيدة بتقديم كامل الرعاية والدعم لهم في الخارج حتى وصولهم للمملكة.
استأذنته بعد اتصالي للاطمئنان عليه بعد وصوله لأنقل مشاعره من خلال هذا المقال، ووافق لي.
وكلنا نقول بصوت عالٍ: الحمد لله أننا سعوديون. ودام عزك يا وطني.