د. صالح بكر الطيار
أتعجب من تناقضات متعدِّدة تخص الخطاب الدولي من بعض الحكومات وسط أزمة كورونا، فالبعض لم ينجح في إدارة الأزمة وفق ما ينبغي، رأينا اهتمامات دولية وإنسانية نحو الإنسان على خلفيات أعداد الضحايا والمصابين في كل الدول وسط توقعات بانخفاض وركود اقتصادي كبير في كل القارات خلال العام 2020م.
وقفت السعودية على رأس الهرم القيادي في التعامل مع تداعيات الأزمة من خلال دعمها الواضح الدؤوب واتخاذها مساراً واضحاً وموقفاً ثابتاً حيال الأزمة وحرصها الكبير على الدعم المحلي والعربي والدولي وفق سياستها المميزة في كل الأوقات وكان آخرها حرصها على وقف عمليات التحالف في اليمن واتخاذ أعلى درجات ضبط النفس رغم الخروقات المخجلة لجماعة الحوثي ومن يقف وراءهم لاختراق هذه الهدنة التي جاءت بفعل السياسة الحكيمة لقيادتنا وحرصها على إدارة الأزمة من كل اتجاهاتها وآفاقها.
وفي الغرب تراجعت معدلات الاحتياطات رغم عدم ثبات أرقام الإصابات وتمسك العديد من الدول الكبرى بفتح اقتصادها على حساب الشعوب مما ينبئ بوجود أخطاء وخلل في إدارة الأزمة عالمياً من قبل بعض الحكومات التي قد تعيد حساباتها في الأيام القادمة مع ارتفاع إعداد الإصابات والوفيات فيما تتمسك قيادتنا بقراراتها المحلية والعالمية حفاظاً على توازن العالم وعلى مصالح الشعوب ومن منطلقات سياسية فريدة ستظل أنموذجاً لكل البلدان ومنهجاً في الأزمات وإدارتها بشكل حكيم ومن خلال بعد نظر يعكس الثقل السياسي والاقتصادي للسعودية العظمى والتي وصلت قراراتها وأفعالها المتميزة لتصب في صالح دول وشعوب خلال هذه الأزمة وغيرها كمنبع قرار دولي ومنطلق سيادة تحترم الإنسان وتحقق أعلى درجات الحكمة في التعامل مع كل المواقف.
جدير بالدول جميعاً أن تتريث قليلاً وأن تفكر أكثر بجدية في التعامل مع الأزمة وأن تلغي من قواميسها السياسية هذه الفترة تحديداً الاتهامات والدخول في متاهات الصدامات مع دول أخرى فالكل الآن تحت وطأة الظروف الصعبة سياسياً واقتصادياً واجتماعياً الأمر الذي يجعل التأني ودراسة الأمور بعقلانية ودراية وإنسانية على رأس الأولويات خلال هذه الفترة العصيبة والحرجة التي يمر بها العالم أجمع.