منصور ماجد الذيابي
في ظل الأوضاع المتفاقمة التي يعيشها العالم اليوم بسبب تفشي وباء كورونا المستجد COVID-19 وفي ظل الجهود المتسارعة التي يبذلها علماء الأوبئة في مختبرات الأبحاث الطبية أملاً في التوصل إلى دواء فعّال لكبح جماح فيروس كورونا السريع الانتشار، فقد اعتمدت هيئة الغذاء والدواء الأمريكية FDA قبل أيام استخدام عقار كلوروكوين Chloroquine لمعالجة المصابين بالفيروس في المستشفيات والمراكز الطبية المختلفة رغم بعض الشكوك حول فعالية العقار.
وفي معرض حديثه خلال المؤتمر الصحفي اليومي في البيت الأبيض، قال الخبير الأمريكي أنتوني فوتشي، مدير المعهد القومي للأمراض المعدية، إن عدد الإصابات جراء فيروس كورونا وحتى اكتمال الدورة الموسمية للفيروس قد يصل إلى ملايين الحالات في أمريكا.
وذكرت مصادر إخبارية أن نماذج المحاكاة الحاسوبية تقدر الوفيات في أمريكا وحدها ما بين 100 إلى 200 ألف وفاة. وكان فوتشي قد ذكر سابقاً أن إنتاج لقاح طبي سوف يستغرق عاماً كاملاً على الأقل. وحتى ذلك الحين سيمكن للطواقم الطبية استخدام عقار كلوروكوين لعلاج حالات الإصابة بالمرض للحد من تزايد وتيرة الإصابات في كل دول العالم بالرغم من الجدل العلمي حول نجاح هذا العقار نظراً لاحتوائه على مادة ذات تركيز سم محدد. ويرى أطباء آخرون أن الكلوروكوين ليس بالدواء النوعي الجديد، إذ عرفه العالم حينما تم استخدامه لعلاج مرض الملاريا Malaria في إفريقيا قبل نحو 60 عاماً.
وعموماً تنقل لنا عدسات المصورين يومياً حالة عجيبة لمشهد عالمي لم نألفه من قبل ما ينبئ للمشاهد منذ الوهلة الأولى وكأنه أمام رحيل سكان الأرض إلى كوكب آخر بعيد. فكل مظاهر النشاط البشري المعتاد اختفت تقريباً لدرجة أن لا شيء يوحي بوجود حياة على كوكب الأرض بسبب اختباء الناس في منازلهم أو في أماكن مخصصة للحجر الصحي. فهذا المشهد يثير فينا انطباعاً مبدئياً بأن الجنس البشري في العالم يبدو وكأنما قد انقرض ولم يعد له أيّ وجود خلال أوقات منع التجول.. لذلك أتساءل الآن عن دواء الكلوروكوين حول ما إذا سيكون ممكناً من خلاله استعادة المشهد الطبيعي للحياة واستبدال التباعد بالتقارب والتواصل الاجتماعي أو على الأقل تقليص مسافة المترين إلى متر أو نصف المتر.
روى لنا الأجداد أن البشرية مرت عبر العصور الماضية بأوبئة كثيرة وأزمات صحية عديدة ذكروا منها الطاعون والجدري والسل والجرب والحصبة وما إلى ذلك من تلك الأمراض الخطيرة. ولكن أجدادنا تمكنوا بفضل الله من الصمود ومجابهة تلك الأوبئة والانتصار عليها بالتوكل على الله سبحانه أولاً ثم مكافحة الأمراض بما يعلمونه بشأن التداوي بالأعشاب وكذلك الكي بالنار. قالت العرب قديماً: «آخر الدواء الكي».
كانت حياة أجيال القرون الماضية تخلو من كل وسائل التقنية التي تبث الذبذبات الكهرومغناطيسية، وكانت سماؤهم خالية من الأقمار الصناعية ومن أيّ تلوث في البيئة والهواء. لقد كانت أجواؤهم كذلك خالية تماماً من الجانب الضار للأشعة فوق البنفسجية التي أصبحت في هذا الزمن تنفذ من خلال الغلاف الجوي لتصل إلى سطح الأرض نتيجة لعامل التلوث وما أحدثه من تلف وتآكل لطبقة الأوزون وبالتالي إلحاق الضرر بحياة الإنسان على الأرض وفناء الكثير من الكائنات الحية. كما أن الأجيال السابقة كانوا يعتمدون في غذائهم على التمر وحليب الإبل المقوي للمناعة وليس على ألبان الأبقار المبسترة والزيوت المهدرجة ووجبات الغذاء المعلبة المتضمنة مواد حافظة وأخرى ملونة بنكهات مختلفة.. ومن هنا استطاعت مناعتهم التكيف مع الأوبئة ومقاومة الأمراض بفضل الله تعالى.
وفي هذه الظروف الراهنة نتساءل عن سبب غزو كوكب الأرض بهذا النوع الجديد من الفيروسات المميتة. وقد سمعت أحد الخبراء في مقطع فيديو وهو يقول إن الأمر يتعلق بارتفاع معدل كهربائية الأرض. فهناك مئات الأقمار الصناعية التي تجوب الفضاء وترسل موجات هائلة من أشعة الرادار باتجاه الأرض لتلتقطها أجهزة الاتصال والبث التي تقوم بدورها بإعادة بث ذبذبات كهرومغناطيسية للفضاء ما جعل الغلاف الغازي للأرض يتشبع بكمّ هائل من الإشارات الكهروضوئية لينعكس الفائض حينئذ على الأرض مرة أخرى فيصيب الخلايا البشرية بهذه الذبذبات الأمر الذي يفسر ظهور أعراض مرضية نتيجة للصراع بين أجهزة المناعة عند البشر وتلك الموجات الإشعاعية.. وحينما تتمكن بعض أجهزة المناعة عند البشر من مقاومة وطرد هذه الأجسام فإنها تنتقل بعد ذلك لتصيب أشخاص آخرين الأمر الذي يفسر انتقال عدوى الفيروس من شخص مصاب لآخر سليم.
من خلال هذه المعطيات أرى في تقديري أن الحل لما يعاني منه العالم اليوم لا يكمن في الحجر المنزلي وترك مسافة مترين أو ثلاثة أمتار فقط، بل لا بدّ إلى جانب ذلك من العودة إلى ما يحقق ويضمن سلامة كوكب الأرض والغلاف الجوي للأرض من أيّ انبعاثات أو موجات إشعاعية تهدد الحياة على كوكب الأرض. كما أود أن أشير من خلال منبر الجزيرة الصحفي إلى ضرورة تغيير أنماط المعيشة من حيث الأمن الغذائي وكذلك إيقاف كل أشكال الأنشطة النووية وما قد يحدث فيها من تسرب إشعاعي كما ذكرت سابقاً في مقال بعنوان: «فيروس كورونا يوحد جميع دول العالم». وباختصار، فإننا لا نرغب في أن يكون الجيل القادم ضحية للتطور التكنولوجي وغزو الفضاء وانبعاث الغازات السامة من المفاعلات النووية وغيرها حتى لا يضطر أفراد الجيل القادم إلى التباعد عن بعضهم مسافة عشرة أمتار وليس فقط مترين اثنين.