سهوب بغدادي
من منا لا يقلق؟ بالتأكيد لا أحد، خاصة في ظل الجائحة الصحية التي يشهدها العالم بأسره. في الوقت الذي يشتكي العديد الأشخاص إصابتهم بنوبات هلع شديدة جراء متابعة الأخبار المحلية والإقليمية والعالمية فيما يخص فيروس «كورونا» المستجد. إن المتابعة الحثيثة لهذه المستجدات أمر في منتهى الأهمية لزيادة الوعي لدى مختلف الشرائح المجتمعية. إلا أن تكرار المتابعة على مدار اليوم على مختلف الوسائل الإعلامية التقليدية والحديثة بالإضافة إلى عدم محدودية زمن المتابعة يفاقم مشكلة القلق ليأخذها إلى مستوى مختلف من الهوس الذي قد يتعارض مع أسلوب حياة الشخص واستقرار أسرته في هذه الأيام المفصلية لتطويق الوباء. من هذا النطاق، استمعت إلى رأي البروفيسور الدكتور طارق الحبيب فيما يختص بإيجابية الشعور بالخوف من فيروس «كورونا»، حيث تحدث عبر مكالمة هاتفية على إحدى القنوات الخليجية عن أهمية الوعي الناتج عن متابعة الأخبار والمستجدات الصحية، إذ يعد عدم القلق التام من الفيروس مدعاة لعدم الاكتراث بخطورة الوباء، والذي قد يدفع البعض لمخالفة الإجراءات الاحترازية المتخذة من قبل الدولة للحد من انتشاره على مدى أوسع، مثال على ذلك، قيام بعض الأشخاص بالخروج أثناء فترات منع التجول الجزئي والكلي على حد سواء، معرضين بذلك حياتهم وحياة الآخرين للخطر تباعاً.
يجدر بالذكر أن الدكتور وجه نصيحة أو بالأصح (تكنيكاً) نفسياً للتغلب على التوتر والقلق من الفيروس المستجد وذلك عن طريق برمجة الذات على متابعة الأخبار في أوقات محددة كالساعة الخامسة صباحًا والثالثة عصرًا من ثم التاسعة مساء، إضافة إلى عدم متابعة الأخبار عن طريق منصات التواصل الاجتماعي إذا ما قام الشخص بمتابعتها على التلفاز، بهذه الطريقة ستغلب إرادة الفرد قلقه - بإذن الله. فالقليل من القلق يعتبر إيجابيًا وفعّالاً للقضاء على الفيروس والتزام الأشخاص بمنع التجول، على حد تعبير الدكتور.
(كل مر سيمر)