في خضم أحداث جائحة «كورونا» وتداعياتها التي ألقت بظلالها على جميع مناحي الحياة في مختلف بلدان العالم حتى أصبحت كابوسًا ينشد الناس الخلاص منه ويترقبون ما إذا كان هناك ثمة طريقة تمكنهم من العودة إلى ممارسة حياتهم الطبيعية، والرياضة لم تكن بمعزل عن هذا كله، بل إنها تأثرت بشكل كبير ولم يعد من الممكن استمرار المسابقات الرياضية أو حتى تحديد موعد لعودتها.
وفي ظل هذه الظروف واحتمالية عدم عودة المسابقات الرياضية في وقت مبكر مع بداية الموسم الاعتيادية، فضلاً عن الحاجة لاستكمال ما تبقى من منافسات هذا الموسم، فأقترح على المسؤولين في اتحاد الكرة عمل تصور لروزنامة الموسم المقبل تكون فيها الأولوية للمشاركات الوطنية سواءً كان ذلك للمنتخب أو الأندية المشاركة في البطولات القارية والإقليمية.
إنها لفرصة تاريخية لأن نعطي المنتخب الوطني المزيد من الوقت من خلال تنظيم مسابقات محلية استثنائية قصيرة - وقد طرحت في مقال سابق عدة اقتراحات لتنظيم مسابقة الدوري بشكل مختلف - مقابل منح المنتخب فترات إعداد أطول لخوض المنافسات التي تنتظره في كأس العالم وكأس آسيا، وكذلك منح الأندية المشاركة في البطولات الخارجية المزيد من الراحة لتمثيل الوطن خير تمثيل.
في الحقيقة أن المنتخب الوطني لم يحصل على الوقت الكافي في إعداده منذ فترة طويلة خاصة وهو يمر بفترة إحلال وتجديد ويحتاج المدرب إلى الوقت والجهد ليعيد الصقور الخضر كأسياد للقارة الصفراء وكمنافس شرس لمنتخباتها.
إن تنظيم الموسم المقبل بالشكل الطبيعي المعتاد سيخلق كثيرًا من المشكلات للأندية واللاعبين وكذلك للفريق الوطني وذلك لضيق الوقت وكثرة الاستحقاقات، فلماذا لا نجعل هذا الموسم موسمًا استثنائيًا بحق، يكون فيه التركيز على التمثيل الوطني مع تصميم مسابقات محلية تتناسب مع هذا الوضع الطارئ، وعلى الرغم من أن ذلك سيؤثر في القيمة التسويقية للدوري وكذلك مداخيل الأندية، لكن ذلك سيكون الضريبة التي علينا أن ندفعها من أجل تنظيم مسابقات ناجحة تحقق المصلحة العامة للوطن.
وفي الختام أتمنى من اتحاد الكرة والرابطة الانفتاح على مسؤولي الأندية والإعلام وتلقي اقتراحاتهم بهذا الصدد، فالجميع شركاء في صناعة هذا المنتج ويهمهم نجاحه.
حمانا الله وإياكم من كل مكروه.
** **
- د.نايف الحمد