إيمان الدبيَّان
الناس ومواقفها قد تلهمنا الكتابة، فتكون الحياة تجارب والمواقف دروساً، وبين التجربة والدرس انتثرت بعض السطور معبرة، وللمقال اليوم مسطرة لعلي بها أكون ملهمة.
أولها: مفتاح باب القلوب، هي التي تمحو شيئاً من الذنوب، هي لغة لا تحتاج إلى مترجم يترجمها، وهي مشاعر أرواحنا تستشعرها، يحتاج إليها الكبير ويعشقها الصغير، تخرجنا من دوائر قد تكون مؤلمة، وتنقلنا إلى أخرى بالتأكيد مؤملة كل هذا وأكثر تفعله ابتسامتك وابتسامتي في وجه الآخرين كلهم سواء المعروفون أو العابرون.
الابتسامة هي انفراج الشفتين عن الثنايا ضحكًا بدون صَوتٍ، وهي أخَفُّ الضَّحِك وأحسنُه؛ لذا التبسم في الدين مطلوب، وفي ثقافة الحياة مرغوب ترفع الإنسان مكانة عند من يلاقيه كما يبعده العبوس حتى عن معاشريه.
المعاملة مؤشر ثقافتك، وشخصيتك، ومنار فكرك الذي يهتدى إليه، فالهيبة ليست تعبيساً، والوقار ليس تقطيباً في أي مكان تحتله، أو عملاً تشغله، أباً، أو أماً، مربياً، أو معلماً موجهاً، أو طبيباً، صديقاً، أو قريباً، جميعنا نريدها، وجميعهم منا يريدونها، خاصة عندما تضيق النفوس، وتشتد مواقف تكثر فيها الدروس.
أخو البِشْرِ محبوبٌ على حُسْنِ بِشْرِهِ
ولن يعدم البغضاءَ منْ كان عابسا
أوسطها- في كل ظروف عامة أو خاصة يمر بها الإنسان عليه أن يخرج منها إن كان واعياً بملاحظات وفوائد إيجابية له وللآخرين الذين معه في الظروف المعنية، فالبعض ونحن جميعاً نعيش تحت أثر جائحة كورونا، يبحث فقط عن السلبيات فيضخمها، وعن الزلات فيعظمها فلا بيته به سالماً، ولا مجتمعه منه غانماً، الضجر ديدنه، والانتقاد الذي ليس في محله مهنته، نسي ذاته، وانشغل بغيره، ومثله يجب تجاهله، وعدم النظر إلى ما يقوله، أو يتفوه به.
آخرها- شكراً لكل أم عذرت أبناءها فلم يأتوا، ولكل والدة صبرت على لهيب اشتياقها لهم فلم يحضروا، قريب بجوارها ولا تراه، بعيد عنها وبدعائها ترعاه، كلنا مسؤول؛ ولكن كالعادة مسؤولية الأم أعظم كعظم قدرها، وكبيرة ككبر قلبها، أصبحن يسألن عن بعض التطبيقات المرئية في وقت كانت حتى الهواتف لهن ليست ذات أهمية؛ ولكنها غمة وستنجلي، وأزمة وستنتهي، وسيصبح كلنا -بإذن الله- مع عوائلنا في وطننا بلا جائحة، وفي عيشة كلها آمنة مانحة.