إبراهيم الدهيش
الحق أقول إنني أرجأت الكتابة عن جمعية أصدقاء اللاعبين القدامى أكثر من مرة بسبب تزاحم أحداث الدوري لدرجة (التخمة)، وعلو صوت كرة القدم بمتغيراتها وإثارتها، وبصخبها وضجيجها، إلى أن طرحت مبادرة (خليك في البيت وازهلها)، والمستهدف فيها نجوم طالما نثروا الفرح في مساءات عدة، سواء مع فرقهم، أو وهم يدافعون عن ألوان منتخب الوطن بقصد التخفيف عنهم، وعن أسرهم من آثار جائحة فيروس كورونا من خلال تأمين الدواء والغذاء والمستلزمات الأساسية لهم؛ لتوقظ حرفي، وتستفز قلمي باعتبارها لفتة غاية في النبل والإنسانية، وتفاعلاً إيجابيًّا أكثر من رائع، لا يمكن تجاهله أو القفز عليه، خاصة أن تلك المبادرة جاءت في وقت يفترض أن يكون فيه الكل مع الكل باعتبار المنافس واحدًا، والتحدي يواجه الجميع دونما استثناء!
- لقد سجّلت هذه الجمعية الفتية نفسها رغم قصر عمرها بوصفها واحدة من منابع الخير، وجدول عطاء إنساني متخم بالإيثار.. ولقيت إشادة غالبية شرائح المجتمع، وحظيت بتجاوب ودعم الكثيرين. ولم تكن تلك المبادرة أول عطاءاتها إنما هي امتداد لما سبقها من وقفات إنسانية داعمة تجاه هذه الشريحة بالتحديد في مجال الإسكان والتعليم والتوظيف.
- ويبقى الملاحظ -مع الأسف- أننا لم نسمع -أو بمعنى أدق لم أسمع شخصيًّا- عن مساهمة محترفينا من نجوم الوطن في برامج ومبادرات هذه الجمعية، الموجهة في الأصل إلى زملاء لهم، أثروا ساحتنا الرياضية يومًا ما، وتركوا بصمات واضحة في جبين كرتنا السعودية، لا يمكن أن يطويها النسيان، أو يمحوها تقادم السنين، ومنهم مَن يمر بضائقة مالية، ومنهم من أقعده المرض، ومنهم من اختاره الله إلى جواره -غفر الله لنا ولهم ولجميع موتى المسلمين- وترك خلفه ذرية ضعافًا، يجاهدون من أجل لقمة العيش!
- ربما -ولا أستبعد ذلك- أن هناك من أسهم ودعم، لكنه فضل عدم الإخبار. وهذا حقه، لكن يظل الإفصاح بقصد تشجيع الآخرين، وليس لأي غرض آخر، أمرًا إيجابيًّا، له أجره. والعلم عند الله.
- وعلى أية حال، هي جمعية تستحق الوقوف والدعم، ورئيسها النجم ماجد عبدالله يستحق الشكر والمؤازرة، ولداعميها منا خالص الدعاء.
تلميحات
- في وقت يحتاج فيه الوطن لكل من يُسهم في منع انتشار فيروس كورونا، سواء في المجال التوعوي أو التطوعي أو الدعم، أو على الأقل احترام أنظمة التدابير الاحترازية التي سنتها الدولة -حفظها الله-، نجد -مع شديد الأسف- أن هناك من نجوم كرتنا ممن سبق له تمثيل منتخب الوطن مَن يجاهر (بالصوت والصورة) باستهتاره، وعدم انصياعه واحترامه لهذه الأنظمة، بل بالتشكيك في عدالة تحرير المخالفات!! عيب؛ فأنتم قدوة لكثير من الشباب!
- يقول: (سامي استثمر أسماء لامعة لعبت بجواره)! وأتساءل: وهل كان بإمكان مهاجمك المفضل أن يبلغ ما بلغه لولا وجود كوكبة من المواهب في فريقه (تخدم) عليه؟! ومع المنتخب كانت غالبية أهدافه تمويلاً سخيًّا من المواهب الهلالية ! (وبعدين) أنسيت أن اليد الواحدة لا تصفق، وأن متعة الكرة بجماعيتها! قليل من (تعصب) يا هذا!!
- بعيدًا عن مصلحة زيد أو مضرة عبيد، من باب أن الهدف الأسمى ليس تتويج فلان أو هبوط علان، بقدر ما هو استكمال لموسم استثنائي، يحمل اسمًا غاليًا على الجميع، بذل وأعطى بسخاء غير مسبوق؛ ولهذا فأنا شخصيًّا مع الرأي بترحيل بقية جولات الموسم إلى بداية الموسم القادم على اعتبار أن الإلغاء لو حدث فهو بمنزلة المكافأة للأندية التي لم تسعَ ولم تعمل، ولمن كان مهددًا بالهبوط. ويظل القرار بيد مسؤولي الاتحاد وفق الظروف والمتغيرات. فالاتحاد الدولي لم يلزم الاتحادات الأهلية بآلية محددة لإنهاء أو استئناف الدوري، فقط يشدد على عدم عودة الحياة للملاعب قبل أن تنتهي جائحة كورونا من مبدأ أن سلامة الإنسان تأتي أولوية.
- وخطوة قناتنا الرياضية باجترار الماضي من مباريات (زمان) لمنتخبنا الوطني لفتة جميلة إلا أنها تغفل عن الإشارة لتاريخ ومناسبة المباراة رغم أهمية ذلك لمشاهديها من أبناء الجيل الحالي!
- وتمارين محترفينا المحليين في المنزل «تقضية وقت» وسعة صدر للصغار!
- وفي النهاية: أسألك ربي، أنت رب الداء والدواء، ورب الأرض والسماء، أن ترفع عنا وعن المسلمين كافة شر الوباء والبلاء، وأن تكرمنا باستقبال شهرك الكريم ونحن بأحسن حال، إنك جواد كريم. وسلامتكم.