تشغل المملكة العربية السعودية مساحةً كبيرةً من شبه الجزيرة العربية، وتطل على البحر الأحمر غرباً، وعلى الخليج العربي شرقاً، وتتنوع فيها البيئة والمناخ والزراعة حسب جغرافيتها، ففي الشمال الغربي يعتدل الجو، وتتساقط الثلوج والأمطار على قمم الجبال والوديان، وتكثر زراعة الزيتون والحمضيات كما في الجوف وتبوك، حيث أن لمناخ حوض البحر الأبيض المتوسط تأثيراً كبيراً.
وفي الشمال والشمال الشرقي، ترتفع درجة الحرارة قليلاً، حيث تكثر زراعة الحبوب والأعلاف، وتكون الكثبان الرملية كصحراء النفود، وصحراء الدهناء مراع للماشية وللإبل.
أما في وسط المملكة وأجزاء من الشرق فتكثر زراعة النخيل والبطيخ والحبوب حيث ترتفع درجة الحرارة صيفاً كما في واحات القصيم والأحساء والمدينة المنورة والرياض حيث السهول الخصبة والمياه الوفيرة. وفي البيئة الساحلية غرباً وشرقاً فإن صيد السمك والروبيان واستزراعهما يحظى باهتمام بالغ هناك ومناخ تلك البيئة الساحلية حار صيفاً، بارد شتاءً. وفي جنوب المملكة حيث الجبال العالية والأودية السحيقة الخضراء فإن درجة الحرارة تكون باردة صيفاً دافئة شتاءً وتتساقط الأمطار صيفاً وربيعاً هناك, وقد تكتسي بعض قمم الجبال بالثلوج، وتزرع هناك الفواكه والخضار والحبوب والذرة، وتربى الماشية كما في الطائف وأبها وجيزان ونجران.
إن هذا التنوّع البيئي والزراعي لجغرافية المملكة جعل في أجوائها تبايناً، وفي محاصيلها الزراعية تنوعاً ووفرةً خصوصاً مع توفر المياه وخصوبة التربة وقد قامت على الإنتاج الزراعي، صناعات كثيرة كصناعة الدقيق وتوضيب الفواكه والتمور، وإنتاج الحليب ومشتقاته وتربية الدواجن وإنتاج البيض، وتصدير الأسماك وعلى تربية الإبل والماشية، قامت صناعة الأعلاف والجلود، وتوفير اللحوم للأسواق.
وقد نشطت حركة تصدير المنتجات الزراعية والحيوانية إلى الخارج في السنوات الأخيرة، مما يشكل دعامة ومدماكاً قوياً يدعم الاقتصاد الوطني للمملكة العربية السعودية فإلى الأمام دائماً وأبداً يا مملكة الخير والنماء سيري على بركة الله.