لا أميل لكتابة مقالات تتناول شؤونًا داخلية للدول غير أن الموقف المخزي من قِبل الرئيس التركي تجاه شعبه مع بداية أزمة تفشي وباء كورونا، وتلوُّنه سياسيًّا كالحرباء، دفعني إلى أن أكتب هذه السطور القليلة؛ لعلها تجد صدى لديه.
فمنذ بداية الأزمة الراهنة التي يمرُّ بها العالم أجمع تعامل «أردوغان» بمنتهى اللامبالاة واللامسوؤلية رغم تزايد حالات الإصابة والوفيات يوميًّا؛ إذ لم يتخذ إجراءات احترازية للحد من انتشار الوباء المميت، إلا أنه تعامل بعقلية أمنية بحتة مع الأزمة، تمثلت في فرض منع التجوُّل الكلي في 31 محافظة بين ليلة وضحاها دون أي تمهيد لذلك؛ الأمر الذي أحدث ارتباكًا في الشارع التركي؛ وهو ما دفع قوات الأمن إلى التعامل بمنتهى القسوة مع المواطنين، وكأنه بذلك سيحول دون انتشار العدوى، في وقت تعاملت فيه الدول بالرفق واللين مع مواطنيها لحساسية الأزمة الكاشفة عن معادن ولاة الأمر.
فلم يقدر ولم يحترم أردوغان شعبه عندما أعلن وزير داخليته «سليمان صويلو» استقالته، ويرفض أردوغان الاستقالة، وكأنه يقول له أكمل في طغيانك وقمعك تجاه هذا الشعب المغلوب على أمره، الذي لا حول له ولا قوة.
أفعال الرئيس التركي لا يمكن تصوُّرها، أو أن تخطر على قلب بشر سوي؛ فلقد تخطى كل الخطوط الحمراء في علاقة رئيس بشعبه ظنًّا منه أنه لا توجد أي قوة تقهره، وتوقف بطشه؛ لكونه ربما لا يجيد قراءة التاريخ، فهو ومَن قبله، مثل هتلر وموسوليني وغيرهما، أُلقوا في حقبة تاريخ سوداء إلى غير رجعة.
ألا يفكر هذا الرجل في الرحيل عن وطن تأكل أركانه أزمة اقتصادية طاحنة، ويكتفي فيها بدور المتفرج هو وحاشيته من حكومة حزب العدالة والتنمية، مغفلاً عينه عن الآية الكريمة {أَفَمَن زُيِّنَ لَهُ سُوءُ عَمَلِهِ فَرَآهُ حَسَنًا فَإِنَّ اللَّهَ يُضِلُّ مَن يَشَاء وَيَهْدِي مَن يَشَاء...} الآية.