فهد بن جليد
قرار إنهاء العام الدراسي بالصيغة التي أعلنتها وزارة التعليم، قرار حكيم وتعامل أبوي مُفرح مع أبنائنا وبناتنا الطلاب، فهو يحفظ للنظام التعليمي السعودي مكانته وهيبته في عيون الجميع، ويضمن العدالة للطلاب والطالبات بحفظ حقوقهم في ظل هذا الظرف الاستثنائي، بنجاح جميع طلاب وطالبات التعليم العام، ونقلهم للمرحلة التالية بشكل تلقائي باعتماد درجة الفصل الأول، مع إعطاء الفرصة لمن يرغب في تحسين درجة نجاحه حتى مع بداية العام القادم، ما أحوج البيوت والمنازل السعودية لخبر مُفرح كهذا في ظل الضغوط النفسية التي خلفها الفيروس على كل البيوت في العالم، بهذه الخطوة السعيدة والعادلة تؤكِّد المملكة مُجدَّداً أنَّها سبَّاقة في اتخاذ خطوات تاريخية للتخفيف من آثار (فيروس كورونا) على كل من يعيش على أرضها، وفي اعتقادي أنَّ هناك أنظمة تعليمية في دول أخرى ستُطبِّق (القرار السعودي) في إنهاء العام الدراسي، كونه أفضل السيناريوهات الممكنة لحفظ الحقوق التعليمية والعدالة للجميع في ظل هذه الجائحة العالمية.
المنظومة التعليمية السعودية أثبتت كفاءتها وقدرتها (بالتعليم عن بعد)، وعدم تعطيل الدراسة في التعليم خلال (أزمة كورونا) حتى (ليوم واحد)، وفق مُعادلة عكست بقوة وإعجاب (كفاءة المعلم السعودي، وإبداع الجيل السعودي في تعامله مع التقنية، ومتانة ومرونة النظام التعليمي السعودي في تسخير التقنية والاعتماد عليها)، المعادلة السابقة كانت مثالاً وقصة نجاح سيحفظها التاريخ وذاكرة الأجيال، والتي ضمنت تدفق التعليم (عن بعد) وتفاعل البيوت السعودية مع المدرسة الافتراضية بكل قنواتها ومنصاتها التعليمية والمعرفية، ليكمل التعليم خطته السنوية دون انقطاع، ويتم بذلك طي صفحة (الظرف العالمي) وتأثيره على التعليم بكل حكمة ومسؤولية.
مبروك النجاح يستحقها الوطن الغالي بأكمله، بقيادته الحكيمة التي أثبتت للعالم قيمة ومكانة (المواطن السعودي) داخل وخارج وطنه، وعكست معنى (الإنسانية الحقيقي) لكل من يعيش على أرض السعودية، مبروك النجاح لكل طبيب، لكل رجل أمن، ولكل من ساهم في رسم هذه الفرحة على وجوه أبنائنا وبناتنا الطلاب، وما زال يعمل من أجل حماية الوطن، مبروك النجاح لوزارة التعليم بوزيرها وقيادتها ومعلميها ومعلماتها الذين سطَّروا أروع الأمثلة والصور ومعاني التعامل الأبوي بكل مسؤولية وتفان، مبروك النجاح لكل أم وأب صبراً وسهراً من أجل أن يواصل صغارهما تعليمهم في هذا الظرف الاستثنائي، مبروك للناجحين والناجحات، فوطننا الغالي (بطوله وعرضه) لم ولن يرسب فيه أحد.
وعلى دروب الخير نلتقي.