رقية سليمان الهويريني
أبهرت بلادي العالمَ باتخاذها الإجراءات الاحترازية لمواجهة فيروس كورونا، حيث قامت حكومة خادم الحرمين الشريفين بتسخير جميع الإمكانات وسهَّلت جميع التدابير المميّزة لاحتواء هذا المرض الخبيث، بما يشير إلى أهمية المواطنين والمقيمين وتأجيل كل المكاسب الاقتصادية مقابل صحتهم.
فقد وضعت الدولة كافة إمكاناتها للتقليل من خطر المرض ومحاصرته وتطويقه في نطاقات ضيِّقة لأجل الحفاظ على صحة المواطنين والمقيمين، حيث جاءت التوجيهات لوزارة الصحة بالقيام بجميع الاحتياطات اللازمة للحجر على المشتبه بإصابتهم بالفيروس سواء القادمين من بعض الدول المتأثرة بالفيروس، أو ممن انتقل إليهم الفيروس بالمعايشة والمخالطة والاحتكاك، وقامت بتوفير كل الاحتياجات الطبية والمعيشية للمصابين أو الأصحاء، وقدَّمت لهم الخدمات الوقائية أو العلاجية.
ولم تكن عناية الحكومة باتجاه الصحة فحسب، بل شمل الجانب الاقتصادي، حيث منعت التجول وعلَّقت الأعمال وحضور الموظفين لمكاتبهم في القطاع الحكومي منعاً للمخالطة والملامسة وكذلك القطاع الخاص، حيث خففت من وطأة توقف أعماله واحتمالية خسائره بدعمه من خلال تحمل60 % من مرتبات موظفي هذا القطاع الحيوي، وهو دلالة على حكمة القيادة وعمق نظرتها وتحوّطها بوقت باكر دون النظر للخسائر الاقتصادية والدخول في حسابات الربح والخسارة، وكان هاجسها الأول والأخير محاصرة هذا الوباء والحفاظ على صحة الناس ووضع التنظيمات الكفيلة بالتصدي له، بل والقضاء عليه.
ويدرك الراصد لتلك الإجراءات أن الحكومة قد نجحت في إدارة الأزمة والجائحة المدمرة بتداركها الأمر مبكراً، حين وضعت التدابير الصحية والاجتماعية والاقتصادية بتوقيت مناسب، ووعي رفيع، وجاهزية عالية لأجل صحة الإنسان وحياته.
وفيما نرى من حولنا في أنحاء المعمورة يجأرون من توقف عجلة الإنتاج ويطالبون بفك الحظر، ويطردون من بلادهم رعايا الدول الأخرى ويرفضون استقبال رعاياهم تخوفاً من العدوى أو تكاليف علاجهم؛ بينما بلادنا تسيِّر الطائرات المجدولة وتستقبل أبناءها المبتعثين والمسافرين من جميع أرجاء العالم، وتستضيفهم في فنادق راقية وتخضعهم للفحص وتعالج المصابين منهم بلطف وعناية.
الحمد لله على نعمة وجودنا في المملكة العربية السعودية العظمى بالفعل دون الشعارات، حيث جعلت هدفها الإنسان أولاً وأخيرًا.