فهد بن جليد
تجارب الحلاقة الشخصية التي غزت المنازل، ونقلتها حسابات مستخدمي وسائل التواصل الاجتماعي عقب إغلاق (محال الحلاقة) الرجالية، و(صالونات ومشاغل التجميل والتزيين) النسائية، أمرٌ مُفرح، وحالة مُبهجة لالتزام الناس أولاً بالتدابير الاحترازية، ثم لما لها من (انعكاس إيجابي) بعد انتهاء أزمة كورونا، واعتماد الشباب على أنفسهم أكثر في تشذيب الشعر وتصفيفه، وحلاقة الذقن، وتخفيف شعر الوجه. وأرجو أن نصمد بالاعتماد على أنفسنا بعد ذلك (كثقافة شخصية)، يقوم بها كثير من المشاهير واللاعبين لفائدتها في الأوقات الضيقة وأثناء السفر. والأمر كذلك يجب أن ينسحب على تجربة الفتيات والنساء بتجميل أنفسهن، وتسريح شعورهن بأيديهن، وتعلُّم اللمسات الجمالية الضرورية والرئيسة التي تناسبهن، دون الحاجة لمساعدة وتدخُّل الآخرين. وهذا بحد ذاته تطوُّر إيجابي في كلا الاتجاهين، لناحية الحفاظ على الخصوصية، والسلامة الصحية في العناية الشخصية.
مع بقاء الأمريكيين في منازلهم الأسابيع الماضية كشفت قناة NBC الأمريكية أن تركيز المستهلكين هناك بدأ يتجه صوب مكائن الحلاقة وصبغات الشعر وأدوات التجميل. وميولهم الشرائية تؤكد حاجتهم إلى تجميل أنفسهم وقص شعورهم بعد إغلاق المحال غير الرئيسة والضرورية، إضافة إلى شراء الألعاب الترفيهية والألغاز لتمضية الوقت. تكاد تكون حاجات الشعوب متشابهة مع طول مدة البقاء في المنزل. والفارق بين الثقافات أعتقد أننا سنلمسه بعد انكشاف الجائحة، عندما نعرف مَن اكتسب عادات إيجابية جديدة، وتخلَّص من عادات سلبية أو غير ضرورية.
هل يجب الذهاب إلى صالون أو مشغل التجميل بشكل مستمر بعد اليوم؟ وهل من الضروري زيارة الحلاق أسبوعيًّا، ودفع مبلغ وقدره، وأنت تستطيع التوفير بشراء ماكينة وأدوات حلاقة، تكفيك وتحميك من الأمراض وانتقالها؟ هذه أبسط المكاسب والفوائد السلوكية التي يمكن اكتسابها حتى لو لم تكن (البداية) احترافية. امنح نفسك الثقة والوقت.. وللحجر (فنونه).
وعلى دروب الخير نلتقي.