هالة الناصر
بين عشية وضحاها انقلبت الأولويات التجارية وأهميتها بمجرد ما بدأت عاصفة فايروس كورونا المستجد، اجتاحت العالم وغيرت كل شيء في ومضة عين، وحدت الكرة الأرضية في مواجهة شبح الخوف من الموت، لا صوت يعلو فوق صوت التفكير بكيفية الخلاص من هذا العدو اللعين وكسر شوكته الحادة، أصبحت بعض الدول تعاني من الهلع لدرجة السطو على طائرة تجارية لا تحمل سوى معقمات وكمامات وقفازات، كل المصانع بدأت تناقش إمكانية قدرتها على تأمين هذا الاحتياجات نظرًا لحاجة الأسواق العالمية لها بكثرة، ولأن لكل أزمة تجارها فقد ظهر تجار أزمة فايروس كورونا وبدؤوا بجني الأرباح، لست هنا بصدد تسمية تلك التجارات التي ازدهرت ولا التجار الذين اعتلوا قائمة أثرياء العالم بعدما غيرت كورونا القائمة وتدخلت في ترتيبها، في خضم هذا الهاجس تمنيت لو تم إنشاء خدمة سواء تجارية أو تطوعية على غرار الشركات الأمنية بحيث يكون هناك شركة تقديم خدمات للمحلات الكبرى التي تبيع المواد الغذائية وغيرها بحيث يكون هناك أفراد متخصصين يقومون بتعقيم سلال المقاضي ويقدمون قفازات وكمامات للمتسوقين ويقومون بتطهير ما في السلة بعد الشراء وتعقيم اليدين والملابس بعد الخروج.. الخ،
هذا سيحد بشكل كبير من السيطرة على انتقال العدوى ويجعل التسوق أكثر أمانًا بعد الله، فمثلما هناك شركات نظافة يجب أن يكون هناك شركات تعقيم متخصصة وبالذات في القضاء على الفيروسات، هذه الخدمة ضرورية لأن المحلات التي تبيع المواد الغذائية لن يتم إقفالها مهما استمرت الأزمة لا سمح الله، وبالتالي فالناس يحتاجون مثل هذه الخدمة بشكل لا يمكن تجاهله، يدعم هذه الفكرة انخراط الكثير من الشباب السعودي في الدورات المجانية بمكافحة العدوى التي تقدمها الجهات المختصة وتعطي عليها شهادات معتمدة، هؤلاء الشباب يمكن الاستعانة بهم كموظفين في هذه الشركة المختصة بالتعقيم، والذين يمكن لهم أيضًا التأكَّد من خلو أي مواطن أو مقيم من الفايروس قبل دخوله للتسوق، خصوصًا أن شهر رمضان على الأبواب وبحاجة ماسة لتلافي حالات التزاحم التي لا تكثر إلا في الأسواق.