سهوب بغدادي
في ظل الجائحة الصحية التي يشهدها العالم أجمع بتفشي فيروس «كورونا» المستجد، تتسابق الدول والكيانات والجهات ذات التأثير لإيجاد حل جذري للوباء، وإن كان ذلك الأمر صعب التحقيق نظرًا لعامل الوقت الذي يدخل في أساس إيجاد الأمصال الفعالة لتحقيق الشفاء المرجو، فإن الطريقة الأنجع في هذا الموطن تتلخص في الوقاية في المقام الأول عوضًا عن العلاج. من هذا السياق، نرى جهود جبارة من قبل وزارة الصحة السعودية والجهات المكملة لنجاح أعمالها كشركات الدعاية والإعلان مثالاً، حيث تأتي التوعية بالوباء وماهيته وطرق انتقاله من أهم سبل تطويقه وتضييق مدى رقعة انشاره - بإذن الله- في هذا الصدد، لفتتني صورة تم عرضها في الجهات الرسمية ومنصات التواصل الاجتماعي للتوعية بأضرار التجمعات مع اختلاف الأسباب والأهداف، كانت متمثلة في تجمع الوافدين في أسطح العمائر لأداء الصلاة في جماعة. فيما هاجم العديد من رواد مواقع التواصل هؤلاء بنعتهم بالجهل والمطالبة بترحيلهم، أن الفترة الحالية عصيبة على الجميع، فكلنا نأمل من الله أن يكشف عنا هذه الغمة بأسرع وقت لنعود إلى حياتنا الطبيعية خاصة مع اقتراب شهر رمضان المبارك. من هنا، يجدر بالجهات الفاعلة مراعاة عامل مهم في نشر الوعي الصحي إزاء الفيروس، بوضع عامل حاجز اللغة نصب أعينهم، بالتأكيد وجدنا العديد من اليافطات الدعايات على الطرقات والرسائل القصيرة بلغات مختلفة كالإنجليزية والفارسية، إلا أن عملية الوصول إلى المواطن قد تكون مختلفة عن عملية الوصول إلى شرائح مختلفة من الجنسيات الأخرى على أرض الوطن، ذلك بسبب شعبية بعض التطبيقات لدى فئات منهم أكثر من غيرها، فعلى سبيل المثال، - بحسب بحثي للماجستير- عن وجود السعوديين على مختلف منصات التواصل الاجتماعي وأبرز الاختلافات اللغوية في هذا النطاق، فلقد وجدت أن السعوديين يفضلون تويتر للتواصل الرسمي، في حين يعتمدون على السناب شات للتواصل الأقل رسمية.
في المقابل، يفضل بعض الشعوب العربية منصة فيسبوك للتواصل من النوعين بحسب الموضوع. في الوقت الذي يستخدم متحدث الفارسية التلجرام. فيستحسن تقنين الرسائل الموجهة وبثها للمستقبل (الجمهور المستهدف) من خلال المنصة الأكثر شعبية لديهم. وهو ليس بالأمر الصعب نظرًا لتوفر العديد من الدراسات المختصة والمتاحة عبر الإنترنت في هذا السياق. فكما أوجدت وزارة الصحة مترجم متمكن للغة الإشارة لإيصال الرسالة للشريحة المعنية، يجب أن يفعل دور المترجمين من مختلف اللغات الحية من خلال المؤتمر مباشرة لنقل المعلومات والمستجدات بشكل فوري، فضلاً عن اعتماد شريط بالمستجدات المترجمة لهذه اللغات عبر التلفاز قد يكون أمرًا مجديًا. أيضًا أراها فرصة سانحة لتوظيف طاقات طلاب وطالبات كلية اللغات والترجمة المتميزة من خلال خدمة الوطن في هذه الأوقات التي تتطلب منا جميعًا تقديم كل ما نملك لتجاوز العقبة وجعلها حديث من الماضي بإذن الله الرحيم.
(إن اللغة هي أكثر من مجرد وسيلة للتعبير عن التفكير، هي في الحقيقة عامل رئيس في تشكيل التفكير).