فهد بن جليد
بغلاف أبيض فارغ دون صور أو رسومات أو حتى عناوين، ظهرت مجلة (فوغ إيطاليا) المُختصة بالأزياء والموضة في عددها الأخير، لتفاجئ مُتتبعي أعمال الموضة وأخبار الجمال (برسالة) تضامن تعكس الأوضاع التي يمرُّ بها العالم، كنوع من الدعم للعاملين في المجال الصحي، (فاللون الأبيض) يرمز للزي الرسمي للأطباء والممرضين، الذين هم (نجوم ومشاهير العالم) الحقيقيون، بوقوفهم في الصفوف الأمامية لمواجهة (فيروس كورونا) والحماية منه، وكأنَّ العالم بدأ يفوق ويلتفت لرموز طبية وعلماء أبحاث لم يأخذوا حقهم من الشهرة والظهور، وهم اليوم محط أنظار جميع الجماهير من القراء والمُتابعين والمُشاهدين، ومحل الاهتمام بتتبع أعمالهم وأبحاثهم.
في نيويورك أظهر فيديو نشرته مؤخراً (وكالة الأنباء الفرنسية) مراسم تكريم ضحايا (كورونا) من أفراد الطواقم الطبية الذين (دفعوا حياتهم) ثمناً لإنقاذ المرضى، كنوع من الاعتراف والتقدير لهؤلاء الذين ضحوا من أجل البشرية وسلامة الناس، ومثل ذلك حدث في مدينة (ووهان الصينية)، حيث عُلقت صور الأطباء والمُمرضين على جدران المدينة، رغم الانتقادات التي وُجهت لتقرير وكالة الأنباء الصينية (شينخوا) الذي رصد التسلسل الزمني لأحداث (كورونا في الصين)، بسبب تجاهل التقرير قصة الطبيب الراحل (وينليانغ) ورفاقه الثمانية الذين دقوا ناقوس الخطر من تفشي (كوفيد-19) في البداية وتم اتهامهم حينها بنشر الكذب والإشاعات، التقدير الشعبي والرسمي لعشرات الأطباء الذين ضحوا بحياتهم لإنقاذ المُصابين في إيطاليا (تجاوزوا المائة طبيب ومُمرض) شكل حالة من العرفان وتخليد لذكرى هؤلاء، ومثله في مختلف دول العالم، حيث ظهر التصفيق والهتاف للعاملين في القطاع الطبي كنوع من الشكر والتقدير الذي جعل من هؤلاء (نجوماً في الزمن الصعب)، الذي لا تُسمع فيه سوى أصوات أجهزة التنفس الصناعي، ولا تحسب فيه سوى أرقام المُصابين والموتى.
ما زالت الصور الأولية التي انتشرت للأطباء والمُمرضين في بداية الجائحة (عالقة) في الذاكرة، وهم مُمَدَّدون في الممرات والمكاتب وغرف العمليات بعد أن أنهكهم التعب والسهر، كشهادة حق بحجم التضحية التي قدَّمها هؤلاء (الأبطال) قبل أن يكتشف العالم أنَّه مُحاصر (بالفيروس الشرس).
محلياً أقترح إطلاق منصة تكريم إعلامية تُبرز صور وأسماء وجهود بعض هؤلاء (النجوم والمشاهير) من العاملين في المجال الصحي، كمبادرة رمزية للتعبير عن شكرهم في هذا الوقت.
وعلى دروب الخير نلتقي.