مها محمد الشريف
قديمًا كان يضرب المثل على أي شخص يمتهن الكذب بأنه أكذب من مسيلمة، لكننا وجدنا نسخة مبتورة اقتطعت منها مشاهد كاملة من أكاذيب أردوغان وهذا لا يقلل من أهمية إيقاعها التي يعرضها للعالم التي يقوم بكل الأدوار فيها، وكان أحدها فيلم الانقلاب المزعوم وفيلم استقالة وزير الداخلية وزعم برفض الاستقالة حتى أصبح مضربًا لذلك المثل «أكذب من أردوغان».
وفي عرض باهت لفيلم استقالة وزير الداخلية سليمان صويلو، التي أتت بعد تطبيق عزل شامل في البلاد لاحتواء انتشار فيروس كورونا المستجد، الذي تسبب في حالة من الذعر، وقال الوزير في بيان: «أرجو أن تعذرني أمتي التي لم أرد قطّ أن أسبب لها الضرر، ورئيسنا الذي سأكون وفيًا له طوال حياتي. أغادر منصب وزير الداخلية الذي كان لي شرف توليه».
إلى جانب ذلك فالرئاسة التركية في مشهد آخر لم تُقبل استقالة وزير الداخلية وسيواصل أداء وظيفته، ولن يتمكن كعادته المعهودة من إقناع أحد العقلاء بتمويل هذه المشاهد بنفوذه وسطوته على الشعب، مستغلاً انتشار الوباء حتى ارتفعت حصيلته إلى أكثر من 60 ألف إصابة وباتت بؤرة تنشره للعالم، في واحد من أسوأ مسارات الفيروس المبلغ عنها في العالم، إِذ تضاعفت الحالات في كل 6 أيام مقارنة مع المعدل العالمي البالغ 9 أيام، مع توقعات بارتفاع كبير للضحايا خلال شهر أبريل الجاري.
مما دعا الطبيب التركي إرغين كوسييلدريم، إلى تحذير من التستر على المرض، متحدثًا عن أن «وقوع كارثة طبية في تركيا ليس سوى مسألة وقت». بينما هناك تدابير صارمة من السلطات التركية تعتقل أكثر من 400 شخص بسبب منشوراتهم على وسائل التواصل الاجتماعي حول الفيروس، ووجهت لهم السلطات التهم بـ»محاولة إثارة القلاقل»، من بينهم 8 صحفيين بشأن تقاريرهم حول الفيروس.
لهذا، فإن من غير المستغرب ألا نجد، خلال هذه الظروف ممثل وكاذب يعمل من أجل إحكام قبضته على الداخل وتلميع صورته أمام الشاشات، علمًا أن العالم يراقب الكائنات التي تتحرك بطريقة عجيبة، لها إمكانية السيطرة على مقدرات الحياة وامتهان حقوق الإنسان وتخطط لتمسك بزمام القدرة، وبحسب «بلومبرغ»، فإن تركيا وافقت على بيع المعدات الطبية لتل أبيب بسبب ما قالت إنها «دوافع إنسانية»، وبحسب مسؤول تركي كبير في أنقرة بأن المعدات التركية: تضم أقنعة طبية (كمامات) وملابس واقية من الفيروسات وقفازات معقمة.
وهذا ما زاد من اندفاع المنتجين نحو إنتاج مثل هذه الأفلام التي تكشف مزيدًا من الحقائق، إِذ أخبر المسؤول التركي الذي رفض الكشف عن اسمه «بسبب حساسية المسألة» أنه كان من المتوقع أن تهبط ثلاث طائرات إسرائيلية في قاعدة «إنجرليك» الجوية جنوبي تركيا، لنقل شحنة المعدات الطبية، وكما هي عادة أردوغان بالمتاجرة بالقضية الفلسطينية ربط بين إرسال هذه المعدات وأوضاع قطاع غزة في مواجهة الوباء وعلى الرغم من أنه سيرسل هذه المعدات لكنه حاول أن يغطي فعلته التي تكشف حقيقة انفتاحه وعلاقته القوية بإسرائيل.
ومحاولة إظهار اهتمامه بقطاع غزة أكاذيب وألاعيب أردوغان لا تتوقف ومتاجرته بمصائر الشعوب الإسلامية والعربية تحديدًا المغلوبة على أمرها أظهرت أنه رهان خاسر لكل من اعتقد أنه وقف معهم كحال أغلب المعارضة السورية وما حل بشمال سوريا وكيف تاجر بهم لتحقيق مصالح ضيقة ثم يبيعهم لا عدائهم. فالحالة الأردوغانية باتت مقلقة لاستقرار تركيا والمنطقة عمومًا نظرًا للزيف والكذب الذي يمارسه في كل توجهاته السياسية وآخرها اخفاؤه انتشار وباء كورونا في بلاده الذي يتضح بأنه خارج السيطرة ولا يمكن معرفة مدى تأثيره على اقتصاد تركيا لسنوات قادمة حيث تراجعت العملة التركية بأكثر من 15 في المائة أمام الدولار منذ بداية العام الحالي.