عمرو أبوالعطا
حالة من الفوضى والهلع وإطلاق نار في بعض الشوارع، إضافة إلى مشاجرات أمام محلات البقالة وأفران الخبز بسبب نقص في الغذاء، وذلك بعد إعلان الحكومة التركية حظر التجول بطريقة مفاجئة وتم تطبيق الحظر بعد ساعتين من إعلانه، واتخذت السلطات التركية قرار الحظر دون سابق إنذار، فقد اتخذت الحكومة التركية القرار دون استشارة أحد ودون أن تكلف نفسها عناء إعلام المسؤولين المحليين، وتداول مستخدمون صورًا ومقاطع مصورة للازدحام الذي شهدته المحال التجارية والأفران في الولايات التركية المختلفة، عقب إعلان القرار مساء الأمس، الجمعة 10 أبريل، حين سارع السكان إلى المحلات التجارية والأفران والبقاليات لتأمين احتياجاتهم من غذاء وشراب.
وقدم وزير الداخلية التركي سليمان صويلو استقالته الأحد 12 أبريل بعد الإعلان المفاجئ عن تطبيق عزل عام في البلاد بسبب كوفيد- 19، وقبل الرئيس التركي الاستقالة في وقتها ولكن بعد تفكير قام برفضها كمسرحية هزلية لم يصدقها الكثيرون.
وتولى سليمان صويلو (50 عامًا) منصب وزير الداخلية في أغسطس 2016، عقب شهر من محاولة الانقلاب المزعومة التي كانت تهدف لإطاحة أردوغان. وقاد حملات اعتقال عقب المحاولة، شملت أنصار الانقلاب وطاولت أيضًا معارضين وصحافيين ناقدين للسلطة.
استقالة صويلو وعودته مرة أخرى من تجليات الصراع بين ما يسمى في تركيا مجموعة البجع/ باليكان التابعة لصهر أردوغان، ووزير الداخلية الذي يتمتع بعلاقات وطيدة مع كل من حزب الحركة القومية وتنظيم أرجنكون «الدولة العميقة»، حليفي أردوغان.
غموض يلف القرار ويرجح احتمال كونه جزءًا من مسرحية جديدة يكتب فصولها أردوغان عبر وزرائه، لتوجيه الأنظار نحو قضية مفتعلة وإبعاد الرأي العام عن متابعة جوهر القضية؛ ألا وهو الإخفاق الذريع لأنقرة في التصدي للوباء المريع الذي يحصد أرواح الأتراك وسط تهاون حكومي لافت، حيث يشار إلى أن تركيا سجلت 56956 حالة إصابة مؤكدة بفيروس كورونا حتى الآن.
من جهته رأى كمال أوغلو، زعيم حزب الشعب الجمهوري البارز، أن قرار استقالة سلمان صويلو لم يتخذه بمفرده بل أردوغان من أخرج هذه المسرحية، من أجل انقاذه وتقديمه كبش فداء لفشله الذريع في مواجهة كورونا، مؤكدًا أن صويلو كان قريبًا جدًا من أردوغان، وما زال هناك صراع كبير بينه وبين صهر أردوغان بيرت ألبيراق.
ويعد وزير الداخلية التركي سليمان صويلو واحداً من الشخصيات التي يعتمد عليها أردوغان في تنفيذ جرائمه ضد المعارضة التركية، وانتهاك وقمع كل من يخالف السلطة التركية في أي أمور يتم اتخاذها، إضافة إلى جرائمه بحق السوريين في اسطنبول ومنها ما يلي:
1- استعان به أردوغان وزيرًا للداخلية بعد أيام من مسرحية الانقلاب لتنفيذ مخططه في قمع المعارضة.
2- سب وقذف وزير الداخلية للمعارضة التركية والانتهاكات المستمرة بحقهم.
3- أصدر قرارًا باعتقال حوالي 19 شخصًا من رؤساء البلديات المنتمين لحزب الشعوب الديمقراطي المعارض.
4- أصدر قرار السوريين في اسطنبول ليواجهوا الترحيل القسري.
5- تلقى صويلو وزير الداخلية التركي رشاوي وهدايا ثمينة من الأوصياء المنتمين لحزب العدالة والتنمية مقابل تعيينهم رؤساء للبلديات.
لكن يبدو أنّ استقالة صوليو لم تكن إلا مسرحية مدبرة لها، بقصد امتصاص غضب الأتراك واللجنة المكلفة بمكافحة كورونا، إذ قال الرئيس التركي أدوغان: «نظراً للإنجازات التي حققها منذ محاولة الانقلاب الفاشلة حتى يومنا هذا»، رافضاً استقالة وزير الداخلية بعد البلبلة وحالة الهلع التي خلّفها قراره بمنع حظر التجوّل في البلاد على مدى يومين.
وحاول صوليو الظهور بدور المضحّي لأجل شعبه، فقال في بيان: «أرجو أن تعذرني أمّتي التي لم أرد قطّ أن أسبب لها الضرر، ورئيسنا الذي سأكون وفيّاً له طوال حياتي، أغادر منصب وزير الداخلية الذي كان لي شرف توليه»، ليستكمل أردوغان مسرحية التخلّي عن المنصب تلك، ووفاء وزير الداخلية المزعوم له، ويقول «إنّ استقالة وزير الداخلية لم تقبل، وسيواصل أداء وظيفته».