عبدالعزيز السماري
يمرُّ وباء الكورونا في مرحلة التشكيك بوجوده، وبأرقامه العالمية؛ فالأمر بالنسبة لبعض المناوئين لما يحدث في العالم مجرد زيف، أو واجهة لصراعات سياسية واقتصادية، أو فرصة لا تُعوَّض لتمرير منتجات قديمة أو حديثة. وقد يكون هناك وجهات نظر تستحق أن تُطرح؛ وذلك من أجل أن نفهم أكثر ما يحدث في العالم..
أولى هذه الحقائق أن الفيروس ليس صينيًّا أو قادمًا من الصين؛ فالبيانات التي جمعتها مراكز السيطرة على الأمراض والوقاية الأمريكية تشير إلى أن الفيروس التاجي كان موجودًا في الولايات المتحدة في وقت مبكر من ديسمبر؛ وهو ما يعني أنه جزءٌ من الموروث الفيروسي الضخم في مواسم الإنفلونزا الموسمية. وربما لو راجعنا حالات الإنفلونزا الموسمية السابقة لتأكد الأمر أو نُفي تمامًا..
ثانيًا: إن الإنفلونزا وCOVID-19، المرض الذي يسببه الفيروس التاجي الجديد، كلاهما من أمراض الجهاز التنفسي المعدية. وأعراض COVID-19 والإنفلونزا متشابهة جدًّا، ولا يمكن التفريق بينهما من الأعراض، مع أن المرضين يسببهما فيروسات مختلفة كما أشارت المراكز المتخصصة.
ثالثًا: على الرغم من الادعاءات التي قدمتها السلطات الصينية لكن الوباء توقَّف فجأة، ولم تحدث أية إصابات محلية جديدة بالفيروس التاجي في ووهان، لكن الناس - حسب الخبر المنشور عن تحقيق صحفي - يقولون إن المرضى يبعدون عن المستشفيات دون إجراء اختبارات لدعم البيانات الرسمية، التي وصفها أحد الأشخاص بأنها «ليست طبية، بل علاجًا سياسيًّا».
قال مسؤولون هناك إن المدينة التي كانت مركز تفشي «كوفيد-19» تعود إلى طبيعتها. وقد أغلقت سلطات ووهان بالفعل المستشفيات المؤقتة العشرة، أو نحو ذلك، التي أُقيمت بعد أن أُغرقت المستشفيات العادية بالمرضى؛ فقد كانت المرافق المؤقتة تقوم باختبارات على الأشخاص الذين تظهر عليهم أعراض خفيفة، والآن يقول المسؤولون إن هذه الاختبارات ليست ضرورية؛ لأن عدد الإصابات الجديدة قد انخفض بشكل حاد.
رابعًا: حسب البيانات الصادرة في أواخر مارس 2020 من منظمة السيطرة على الأمراض والحماية الأمريكية (CDC)، تبدو هذه السنة أقل سنة تحدث فيه وفيات بسبب فيروسات الالتهابات الرئوية، بل الأفضل منذ عقد من الزمان..
خامسًا: الفقرة الأخيرة من نظام إحصاء وفيات الكورونا لـCDC الأمريكية تنص على أن أي حالة وفاة تسبَّب فيها فيروس كورونا، أو افترض أنه تسبب أو أدى إلى الوفاة، فالاختبارات المعملية التشخيصية المؤكدة غير مطلوبة؛ ويعني ذلك أن أرقام الوفيات الحالية غير دقيق، ويشمل أسبابًا مشابهة، كالإنفلونزا وغيرها من الأمراض، فمَن المستفيد من شلل العالم من خلال تضخيم الأرقام؟..
سادسًا: كشفت جداول المنظمة الأمريكية للإحصاء انخفاض الوفيات من الأسباب الأخرى بنحو 60 % في أربعة إبريل 2020، وفي الوقت نفسه ارتفاع أرقام الوفيات بسبب فيروس «كورونا». وقد يفسر ذلك طريقة احتساب الوفيات السابقة لصالح كورونا حتى لو كان مشتبهًا بها أو غير مؤكدة بالفحص..
هذه عينة من الأسئلة المثارة التي تشكك في الأرقام المعلنة من المنظمات، وأيضًا تتساءل عن أسباب تضخيم الأمر في الصين، ثم الانسحاب منه، والعودة إلى الحياة العامة بالتدريج. وقد يعتقد البعض أن الأمر دُبّر بليل، لكنها الحياة بكل ما تحفل من جنون وبارانويا. وحتمًا هناك مَن يستفيد ماديًّا من حالة الهلع التي أصابت العالم بالشلل؛ فالسوق الآن مهيأة لتسويق لقاح مضاد أو غيره من الأدوية.