فهد بن جليد
توتر الأطفال (غير الظاهر)، من التحديات التي يجب الانتباه لها اليوم في زمن (كورونا)، الجميع يشعر بالقلق والتوتر الطبيعي الذي يأتي بسبب تغيّر نمط الحياة الروتيني الذي فرضه (فيروس كورونا) على العالم، ولكن ثمَّة أعراضاً خفيَّة يشعر بها الأطفال في هذا الوقت ويجب الانتباه لها، لن أتحدث من الناحية النفسية فالخبراء النفسانيون أوضحوا أنَّ الأطفال والمُراهقين أكثر عرضة في مثل هذه الظروف لتحديات وضغوط نفسية أكبر، فعلينا الانتباه إلى أنَّ فرح الأطفال الطبيعي والأولي بالتوقف عن الذهاب للمدارس صباحاً بدأ يختفي من مُعظم البيوت، والكثير من المقاطع العفوية المنتشرة عبر وسائل التواصل الاجتماعي يتحدث فيها الأطفال برغبتهم في الذهاب والعودة للمدارس مُجدَّدا، لكسر الروتين وحالة الخوف التي يعيشونها نتيجة توقف النظام الحياتي بالنسبة لهم، وهو ما يوجب (دور فطري) للآباء في هذه المرحلة الانتقالية ليشعر جميع أفراد الأسرة بالأمان.
أهم نقطة هنا -برأيي- هي (أنَّ الأطفال يجهلون السيناريو القادم؟) مع نشوء (فوضى الوقت) داخل المنزل، وهنا تبرز ضرورة تبديد القلق، والحفاظ على تنظيم الحياة الأسرية بالالتزام بالأوقات المُحدَّدة للنوم والاستيقاظ، والقيام بالواجبات والمهام في أوقاتها المُحدَّدة، وتنظيم الفعاليات الأسرية، مع إبقاء النظام العام سائداً في المنزل بالحفاظ على أوقات تناول الوجبات الثلاث، وأوقات الصلوات الخمس، وعدم تجاهل بث الأمل، وتثمين ما تقوم به الدولة من إجراءات وخطوات مُتقدِّمة مُقارنة بالآخرين لحماية كل أفراد المجتمع، ورسم خطط وأفكار للقيام برحلات وأنشطة بعد انتهاء الجائحة، مع ضرورة تقنين وصول الأطفال وتعرّضهم لوسائل الإعلام والأخبار المُتكرِّرة والمُركَّزة عن (فيروس كورونا) وتفاصيله، للتخفيف من حدة القلق والتوتر التي تصيب الجميع كباراً وصغاراً، مع أهمية إبقاء المعلوم الصحيحة متوفرة وإطلاعهم عليها، وخلق جو من الإيجابية دائماً بأنَّ المرحلة الانتقالية التي نعيشها اليوم بكل ضغوطها، في النهاية من أجل الحفاظ على حياتنا وصحتنا.
الانتباه للأطفال في هذه المرحلة، ومنحهم المشاعر الأبوية كاملة له أثره الإيجابي في تشكيل شخصيتهم المُستقبلية، الجائحة سترحل قريباً، وستبقى الذاكرة مُحمَّلة بالكثير من الأحداث والمواقف، وهو ما يجب أن يدركه الأبوان بشكل فطري، ليجعلوا أطفالهم يشعرون بالأمان والطمأنينة في هذه الأوقات الصعبة، وينظرون بتفاؤل وأمل في (غدٍ قادم) بعد أن تنتهي أحداث (كورونا).
وعلى دروب الخير نلتقي.