م.عبدالمحسن بن عبدالله الماضي
- التعصب في عصرنا الحالي يعني الانحياز الأعمى لشخص أو جماعة أو دين أو مذهب أو فكرة أو نادٍ رياضي.. إلخ. والمتعصب هو الشخص الذي يعتقد أنه على حق وصواب بشكل يقيني، ويرفض حتى النقاش حوله.
- العصابة اسم يطلق على الجماعة.. ولم يعد معنى بريئًا نظيفًا.. إذ اقتصر إطلاقه على المخالفين للقانون.. كالعصابات الإجرامية.. وعصابات احتكار السوق.. وعصابات المصالح الخاصة.. لقد تلوثت تلك الكلمة؛ فلم تعد تستخدم إلا في الذم والاتهام.. وهو ما انطبق أيضًا على بقية مشتقات معناها: فالعصابة والعصبة والتعصب والأعصاب كلمات صارت تعد اليوم من نواقض كمال العقل وحسن الخلق ومقدار التمدن.
- يفرق الدارسون لظاهرة التعصب، ويفصلون بينه وبين الظواهر الاجتماعية الأخرى، مثل: التطرف والعنصرية والإرهاب والعنف واضطهاد الأقليات.. ويخلصون إلى أن التعصب ليس فطريًّا، بل هو مرض اجتماعي، تنميه أو تقضي عليه العوامل التربوية.
- تغذي العوامل الثقافية في المجتمع التعصب على كل المستويات.. فالدول تغذي التعصب القومي.. والمدن تغذي التعصب المناطقي.. والنوادي الرياضية تغذي التعصب الرياضي.. وكذلك الحال على مستوى المهن والأفكار.. فالتعصب بأشكاله كافة ظاهرة مؤذية للنسيج الاجتماعي في المجتمع الواحد.
- البيت هو المصنع الأول لزرع التعصب ضد الفئات المجتمعية الأخرى.. إذ تبني كل فئة تصورات نمطية عن الفئات الأخرى.. وهي في أغلبها تصورات سلبية غير عقلانية.. إضافة إلى الشارع والمدرسة ومقر العمل ووسائل الإعلام ووسائل التواصل الاجتماعي؛ فيعم التعصب.. أي إن الفضاء المحيط كله صار ملوثًا بفكرة التعصب اللاعقلاني.
- في دراسة أجرتها إحدى الجامعات العربية على عينة من طلابها لقياس درجة التعصب لدى الشخص، تم أخذ الذين حققوا أعلى درجات التعصب في العينة، وسؤالهم عن التعصب، وكانت نتائجها مدهشة.. منها:
* أنهم لا يرون أنفسهم متعصبين، بل يرون الآخرين هم المتعصبين!
* يرون أن المتعصبين مرضى نفسيون!
* يرون أن التعصب يتعارض مع الطبيعة السمحاء للإسلام!