د. عبدالرحمن الشلاش
تماهياً مع جهود الدولة لمواجهة وباء كورونا أثبت المواطن السعودي أنه على قدر المسؤولية. لعل انضباطية الغالبية العظمى أثناء ساعات الحظر تؤكِّد ما ذكرت. هناك تجاوزات من جهال ومحدودي معرفة ووعي لكنها قليلة قياساً بعدد السكان من المواطنين والوافدين لا تكاد تُذكر.
أثناء مشاويري اليومية الضرورية جداً في وقت السماح أشاهد سلوكيات إيجابية واستخداماً لكل الموانع. مرة أخرى توجد سلبيات وممارسات خاطئة لكنها محصورة وبأعداد قليلة. هذا تفاعل واجب ومطلوب وعدم القيام به يعد إخلالاً بالواجب.
ما يحسب للمواطنين وبخاصة رجال الأعمال ومن يعملون في مجال الأعمال التطوعية تلك الأفكار الرائدة والمشروعات التي تستهدف مساعدة الناس في أزمة كورونا. لعل من بين المبادرات المحسوبة تبرعات البنوك السعودية للوقوف إلى جانب الجهود المبذولة من وزارة الصحة. وأماكن إقامة المحظورين في الفنادق وبعض الشقق.
من المبادرات الرائعة تلك التي أطلقتها إمارة منطقة القصيم بتوجيه من سمو أمير المنطقة الدكتور فيصل بن مشعل بن سعود بن عبدالعزيز تحت مسمى «نهر العطاء» وبمشاركة فرع وزارة الموارد البشرية والتنمية بالقصيم لتأمين عشرة آلاف سلة غذائية كمرحلة أولى لتخفيف الآثار الاقتصادية والاجتماعية السلبية المترتبة من جائحة كورونا على بعض الأسر والأفراد وأصحاب المشاريع الصغيرة وفق آلية محدَّدة, والفئات المستهدفة: المستفيدون من الضمان الاجتماعي, والأسر المتعففة وذات الدخل المحدودة, وأصحاب المشاريع الميدانية الصغيرة. تنفذ الحملة وفقاً لآلية عمل تأخذ في اعتبارها أركان العمل الخيري والتطوعي وتمنح أهل الخير ورموز العطاء الفرصة للمشاركة الجادة والقوية من خلال التنسيق مع الجمعيات الأهلية لدعم الأسر المسجلة لديها, وإنشاء رابط إلكتروني متاح للجميع, وصرف بطاقة تسوّق للمتضرِّرين, وتكليف جهات رسمية لاستقبال الدعم وتوزيعه على المستفيدين.
يشارك في هذه المبادرة المميزة مجلس شباب القصيم, ومجلس فتيات القصيم. تم إطلاق الحملة لتؤمِّن للمتضرِّرين ما يحتاجونه في هذه الأيام من جراء توقف الأعمال وإغلاق المحلات، وهي لفتة إنسانية غير مستغربة على القصيم ومواطنيه برعاية إمارة المنطقة التي تشجع وتدعم أي مبادرات ذات جدوى وأثر. تثبت مثل هذه الأعمال والمبادرات أصالة مواطن هذا البلد واستشعاره لدوره ووقوفه الصادق إلى جانب حكومته دائماً وخصوصاً في هذه الأيام الذي تضرب فيه جائحة كورونا كل العالم, لتأتي تلك المبادرات مثل نهر العطاء كشموع مضيئة في ليل بهيم.