إيمان حمود الشمري
قبل فترة وجيزة كتبت عن إفلاس محتوى بعض المشاهير، ولم أكن وحدي وإنما ضجت وسائل التواصل والصحف الإلكترونية بمحاربة المحتويات الهابطة التي انتشرت في الآونة الأخيرة التي وقعت أخيرًا في قبضة النيابة العامة، إلى هنا كان يجب أن ينتهي الموضوع طالما أن العقوبة وقعت، لكن ما يحدث على ساحات التواصل من التنمر والتهكم الذي يصل أحيانًا إلى السب والقذف والتجريح هو أمر غير لائق ولا يقل ذنبًا عن الذنب الذي اقترفه أولئك المشاهير، حيث نضطر في غالب الأحيان لقراءة ألفاظ خارجة عن حدود الأدب والتهذيب والإنسانية، لا يوجد فيها أدنى احترام سواء لعامة القراء أو لأُسر المقبوض عليهم، هناك أم وأب وزوجة وأبناء يجب أن يُحترم مواقفهم وعواطفهم ولا تتم تعريتهم أمامهم بهذا الشكل.
عزيزي المتهكم، قل ما شئت ولكن أعلم أنك لا تختلف عنه من حيث المحتوى الهابط الذي تقدمه، لأن تلك الردود التي تكتب تحت حساب المشاهير بحجة النقد أو الدفاع عن المجتمع والأخلاقيات (غير صالحة للنشر)، لأنها تفتقر لأدنى مبادئ الأخلاقيات والإحساس بالمسؤولية ويجب أن توقف تمامًا.
عندما فرض الدين الإسلامي العقوبات لهدف الحد من التمادي في الخطأ وللتهذيب وردع الغير وإصلاح المجتمع لا للانتقام، وما يحدث على ساحات التواصل من ردود جارحة وألفاظ بذيئة تحت عباءة الحمية والغضب تنم عن إفلاس أصحابها وتعكس سلوكًا عدوانيًا لا علاقة له بالدفاع عن المجتمع لأن الموقف تحول لهجوم بحت وكأنما هناك عداوات شخصية أو رواسب نفسية لم تدع للحيادية مكانًا لاتخاذ موقف صارم وعادل في الوقت ذاته كي لا يضيع الهدف الأساسي من القضية تحت سيل من الشتائم وإصلاح الخطأ بخطأ أقبح.
لنقف وقفة حق وحياد مع المسيئ لأننا نريد في النهاية إصلاحه لا الانتقام منه، ولنراجع أنفسنا وردود أفعالنا العنيفة التي لا تتناسب مع الموقف مدعين بذلك الاستشراف على غيرنا وكأننا منزهون ومعصومون من الخطأ.
ما يحدث على ساحات التواصل من استهزاء وشماتة تحتاج أيضًا وقفة حزم لا تقل عن تلك التي تم اتخاذها مع المشاهير لأن هناك حقوقًا عامة يجب أن تحترم، وطالما أنهم في قبضة القانون فالقانون هو من سيقرر العقوبة بموجب أنظمة الدولة.
امسحوا تغريداتكم وراجعوا محتواكم فهو أيضًا غير صالح للنشر.