محمد آل الشيخ
يقول الشيخ القطري فهد بن عبدالله آل ثاني في تغريدة له على تويتر: (أطالب جميع السلطات في قطر بتطبيق حظر التجول فوراً، أرواح الناس ليست للمغامرة والتخمين، هذا الاستهتار يجب أن يتوقف). وهناك شائعات - لا أدري مدى صحتها - تقول إن أمير دويلة قطر تميم ووالده ووالدته وحاشيتهم هربوا من دويلة قطر ويعيشون الآن في جزر سيشل في المحيط الهندي، فقد تواردت الأنباء أن وباء كورونا في قطر ينتشر في الدوحة التي هي المدينة الوحيدة في تلك الدويلة، ونظرًا لصغر المدينة، وصغر الدولة أيضًا، فيبدو أنهم لا يضمنون النجاة من الإصابة بالفيروس، فقطر إذا أخذنا تعداد الإصابات مقارنة بعدد السكان، فإنها أكبر الدول انتشارًا للوباء في العالم أجمع. كما أن هناك تذمرًا انتشر في كل أرجاء الدويلة، نتيجة لهرب الأمير ووالديه وحاشيتهم إلى الخارج، أضف إلى ذلك أن منظومة الرعاية الطبية القطرية في منتهى التهالك والضعف ورداءة الخدمات، مع أن لديها من الإمكانات المالية ما يُمكنها من بناء أفضل دور للرعاية الطبية، ليس في منطقة الخليج فحسب، وإنما في العالم بأسره.
والمطالبة التي طرحها الشيخ فهد بن عبدالله، والتي أوردتها في بداية المقال، تجعلنا بالفعل نتساءل: لماذا تتجاهل حظر التجول، رغم أن الإصابات في الدوحة تتزايد بشكل مخيف؟.. ثم لماذا يهرب تميم ووالديه إلى الخارج ويتركون شعبهم المغلوب على أمره يواجه هذا الوباء منفردًا، ودونما أية إجراءات، من شأنها كبح جماح انتشار الفيروس كما فعلت أغلب الدول.
كورونا كشفت كثيرًا من الحكومات أمام شعبها، وليس لدي شك أن ثمة تغييرات كثيرة ستشهدها فترة ما بعد انتهاء الوباء.. ربما تُعذر الدول الفقيرة، أو تلك التي ليس لها موارد تلبي احتياجاتها، أما تلك الدول القادرة، والمتقاعسة، فلن تستطيع حجب الشمس بغربال. ولك أن تتصور على سبيل المثال لا الحصر المليارات التي صرفتها الخزانة القطرية على إذكاء حرائق الربيع العربي، وذرتها الرياح دونما أي مردود، فلو أنها صرفتها على البنية التنموية في الداخل، ومنها تنمية المجالات الصحية، هل ستصل إلى هذه المعدلات المعيبة لانشار هذا الوباء؟
مشكلة قطر التي كشفتها الأحداث، أن هناك ثروات طائلة، لكن حُكامها بعثروها دون أن يكون لها مردود تنموي، فيكفي لتكتشف هذه الحقيقة أن تزور الدوحة ولو لمرة واحدة، فلن تجد فيها ما يثير اهتمامك، حتى النظم المعمارية لم تأسس على طابع معماري يميزها، ويجعل لها نمط تختص به، فليس ثمة إلا فوضى معمارية، لا تجد فيها إلا البذخ والإسراف.
كما تشعر أن أهل قطر يتعاملون مع مدينتهم الصغيرة والكئيبة والمملة، على أنها (وطن مؤقت وليس دائمًا)، فيندر أن تجد قطريًا لا يملك منزلاً في الخارج، ليكون ملاذًا له لو انتهت مغامرات حكامهم إلى ما لا يحمد عقباه.
والسؤال: هل ستضع تداعيات ما بعد كورونا النقاط على الحروف، ويكتشف أهل قطر أنهم في حلم كاذب سيستيقظون منه ذات مساء؟
إلى اللقاء