فهد بن جليد
المشاعر الصادقة والعفوية التي ظهرت على السعوديين العائدين من الخارج عقب وصولهم للمملكة، وحديثهم عن تفاصيل (رحلة العودة) وما قدَّمته لهم سفارات وقنصليات خادم الحرمين الشريفين في مُختلف دول العالم، وفي مثل هذه الظروف العالمية الصعبة، وسط فشل العديد من الأنظمة الصحية وتزايد الخطر في بعض البلدان التي كانوا يعيشون فيها وصعوبة الموقف وتأزمه، تبقى مشاعر جيَّاشة تبعث على الفخر وتؤكِّد من جديد قيمة المواطن السعودي داخل وخارج المملكة، وأنَّه محل اهتمام ورعاية الدولة فعلاً وعملاً وليس مجرد شعار أو قول يُردَّد ويتبخر في الأزمات.
هذه العودة تأتي إثر الأمر الملكي الكريم من خادم الحرمين الشريفين وولي عهده، بتسيير عودة الراغبين من المواطنين السعوديين في الخارج، وتضافر الجهود من جميع الأجهزة المعنية بالتدابير اللازمة من إنشاء منصة إلكترونية لذلك، ثم تمديد المُدة وإعطاء فرصة أكبر لمن يرغب في العودة، وتهيئة الغرف الفندقية المناسبة لإقامتهم وفق الاشتراطات الطبية، في وقت أغلق فيه العالم المطارات والموانئ والمنافذ، لكنَّ هذه الجائحة أثبتت للعالم مكانتنا كمواطنين سعوديين في عيون دولتنا وحكومتنا وقادتنا، عندما أرخصوا الغالي والنفيس من أجل الحفاظ على صحة المواطن وضمان سلامته وأمنه في كل مكان، وفي مثل هذه الظروف الاستثنائية.
قصص العائدين من الخارج، وتفاصيل ما شاهدوه وعاشوه تستحق أن تُروى وتُحفظ، فهي تعكس جزءاً من حجم العمل الجبار والمنظَّم والاحترافي الذي قامت به وزارة الخارجية السعودية في الاهتمام الحقيقي بأبناء الوطن في كل أصقاع الدنيا، يحق لنا أن نفخر ونظهر الفرح والاحتفاء بمثل هذه المواقف السعودية المُشرِّفة التي تميّزت بها بلادنا عن غيرها، لقد أثبتت السفارات والقنصليات السعودية في الخارج بعملها الاحترافي والمنظم والإنساني أنّها السند والعون الحقيقي للمواطن السعودي خارج البلاد، وأنَّ أبطالها ودبلوماسيها وطواقمها كانوا بالفعل على الموعد، فمهما كلَّف الأمر ظهر هؤلاء الرجال على قدر كبير من المسؤولية والأمانة في التعامل مع الموقف والجائحة العالمية، بما يضمن سلامة وراحة المواطنين السعوديين حتى عودتهم لحضن الوطن لينعموا بأمانه، وتلك قصة أخرى.
وعلى دروب الخير نلتقي.