أ.د.عثمان بن صالح العامر
في ظل شعور المواطن السعودي بمنزلته العالية لدى قيادته المحبة الرحيمة، وحرصها على أمنه وسلامته وصحته وسعادته، في ظل هذا الشعور كان منه في المقابل المبادرة بالانخراط بكل ما من شأنه الوقوف مع القيادة، والتضامن والتكاتف والتعاون مع بعضه البعض حتى صار جراء صنيعه المميز الذي تجاوز حدود الوطن الجغرافية ليستقر في مستشفيات فرنسا وألمانيا محط أنظار العالم كله، هذا بعلمه وفقهه، والآخر بماله وممتلكاته، والثالث بجهده ووقته، والرابع بفكره وقلمه، والخامس بسجوده ودعائه للوطن وقادته والمخلصين فيه الأوفياء له، والسادس بالتزامه الصمت وكف أذاه عن الخلق وانصياعه للتعليمات الصادرة من قِبل ولاة أمره تحقيقاً للمصلحة العامة وحماية للمجتمع وحفاظاً على النظام الصحي من الانهيار والعجز عن الوفاء بمتطلبات المرحلة الصعبة التي نمر بها كما حدث في دول عالمية متقدِّمة في هذا المضمار.
إنها منظومة متكاملة، جسدية واحدة، تبرهن على أن ديننا كما هو صالح في تنظيم علاقة الحاكم بالمحكوم وكذا العكس قبل خمسة عشر قرناً صالح اليوم وإلى أن تقوم الساعة، منظومة عمل جاد تدلل على أن وجودنا في دولة ملكية، وانتماءنا لوطننا المملكة العربية السعودية، وانضواءنا تحت راية التوحيد وفي ظل حكم آل سعود فخر لنا واعتزاز.
لقد تسابق أهل الخير أصحاب الأيادي البيضاء إلى التبرع بمستشفياتهم الخاصة بالكامل في ظل هذه الظروف الاستثنائية لوزارة الصحة، فكانت مبادرة المواطن الشهم عبد الله جار الله زيد الصوينع مالك مستشفى البرلنتي وسط حائل الذي أعلن عبر فيديو مسجل تناقله الناس على أن المستشفى بكامل أجهزته وطاقمه الطبي تحت تصرف وزارة الصحة وفي خدمة هذا القطاع في أي جزء من الوطن الغالي المملكة العربية السعودية، مثله كذلك المواطن سعد صالح الباحوث من أهالي حائل الذي وضع فندقه الواقع في مدينة الخبر بكامل تجهيزاته تحت تصرف وزارة الصحة، وعلى خطى الخير يجيء الدكتور عبد العزيز الزهراني الذي أعلن وضع كافة الإمكانيات والتجهيزات الطبية في مجمع الحكمة الطبي العام في مكة المكرمة تحت تصرف وزارة الصحة، وتتوالى المبادرات وتتسابق الخطوات الوطنية الخيِّرة على ثرى تراب وطننا الطاهر ومن إنسان الوطن الخيِّر حتى نتجاوز هذه الجائحة وترسو سفينة الوطن على شاطئ التنمية والنماء بإسلام وسلام وأمن وأمان، فلكل وطني صادق مخلص، خيِّر مبادر، كل الشكر والتقدير والامتنان و{إِنَّ اللّهَ لاَ يُضِيعُ أَجْرَ الْمُحْسِنِينَ}، ودمت عزيزاً يا وطني، وإلى لقاء والسلام.