سهوب بغدادي
فيما نشهد حزمة من القوانين والإجراءات الناجعة والفعَّالة في مختلف المجالات والنطاقات المتداخلة في حياة الأشخاص بما يتماشى مع الأزمة الصحية الراهنة المتمثلة بتفشي فيروس «كورونا» المستجد - حمانا الله وإياكم- نجد أن مملكة الإنسانية تعاملت مع المواطن والمقيم على حد سواء وإن كان تواجد الشخص بشكل غير نظامي، من منطلق التشبث بتعاليم الإسلام دين السلام والتسابق في المجال الإنساني غير المستغرب عن مملكتنا الحبيبة. في الوقت الذي تنتهج فيه الوزارات والكيانات الأساسية سياسات منظمة وقوانين تصب في صالح الأشخاص بالمقام الأول، كإعلان وزارة التجارة وتنبيهها عن عدم التلاعب بأسعار السلع في ظل الجائحة الصحية، كما حرصت على توفير المنتجات الاستهلاكية عن طريق الاستيراد لكيلا تنفذ من الأسواق. من هذا السياق، يعتمد بعض كبار السن الذين لا يعتمدون على تطبيقات البقالة الإلكترونية وتوصيل الطلبات على الطريقة التقليدية للتبضّع والتزوّد بالتموينات من بقالة الحي، حيث وجد البعض منهم فارقاً في أسعار السلع وارتفاعاً غير مبرر سوى لغرض واحد ألا وهو انتهاز الأزمة الصحية لتحقيق الربح المضاعف، خاصة في أعقاب قرار وزارة الداخلية الذي يقتضي حظر التجول على مدار 24 ساعة في اليوم في عدد من مدن ومحافظات المملكة. على صعيد آخر، سمعنا وقرأنا على مواقع التواصل الاجتماعي وبخاصة منصة «لينكد إن» للتوظيف، أن عددًا من الأشخاص تم إلغاء خدماتهم في القطاعات المتأثرة بأزمة الفيروس المستجد، على سبيل المثال، العاملين في مجال الفندقة ومكاتب السياحة والسفر نظراً لعدم توافر تاريخ محدد لانتهاء الغمة العالمية الحالية، ولا نستطيع إلقاء اللوم على رب العمل الذي سيقوم بدفع مرتبات الموظفين وتكاليف أخرى لفترة غير معلومة، وفي المقابل يتأثر الأشخاص ممن تم إلغاء خدماتهم من هذا الأمر. على الرغم من الدعم غير المنقطع من المملكة للقطاع الخاص ما زلنا نرى التبعات هذه، فضلاً عن تعمد بعض الجهات الخدمية كالصيدليات مثلاً إلزام موظفيها بالتواجد في مقر العمل وإن كان الموظف غير معني بتقديم الخدمة كالعامل على البرمجيات وتقنية المعلومات، فمن الأجدر أن يعمل من المنزل ويتم الالتزام بتقليص عدد الموظفين في المكان الواحد، حقاً إنها فترة تحد لمسنا خلالها جهوداً ومبادرات متواترة ومشرِّفة من شتى الكيانات المؤثِّرة، وكل جهة تعمل وفق اختصاصها ونطاق عملها وإن كان النطاقغير معني أو مؤثِّر بالمقام الأول في مجال مكافحة العدوى والحد منها على سبيل المثال، مبادرة التلفزيون السعودي بإطلاق قناة ذكريات التي أعادتنا لعبق الزمن الجميل، وهي دعوة جميلة ومتميزة للبقاء في المنزل لتعزيز الجهود المبذولة من قبل الجهات المرابطة لتطويق الوباء.