ما قامت به حكومة المملكة العربية السعودية بقيادة سيدي خادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبدالعزيز -حفظه الله وسدد خطاه- في إدارة هذه الجائحة كنا -وما زلنا- نفخر به، وبقدرة المملكة وتميُّزها عالميًّا في إدارة الحشود من خلال تنظيم وإدارة الحج. ويحق لنا الآن أن نفتخر بما قامت وتقوم به للحد من مخاطر وباء كرونا.
وكان لوزارة الصحة الريادة وبقية الوزارات والجهات ذات العلاقة؛ فقد استفادت من التجربة الصينية، وتنبأت بما يمكن أن يحدث، وتعاملت بواقعية، ولم تركن للبُعد الجغرافي بيننا وبين الصين. ولو لم يكن لديها كوادر سعودية مؤهلة في مختلف المجالات الطبية والفنية والإدارية والمالية والاقتصادية... إلخ لما استطاعت قراءة المشهد بشكل صحيح. وكان لتوجيه القيادة الرشيدة وقرارها السريع بتحديد الهدف المرغوب تحقيقه، وهو تلافي حدوث الكارثة، أو على الأقل التخفيف من آثارها وانعكاساتها، فائدة كبيرة، واضعة صحة وسلامة الإنسان أولاً مهما كانت النتائج أو انعكاساتها المالية والاقتصادية على الاقتصاد الوطني، بل وضعت مجموعة من الحوافز والمبادرات، وأطلقت حزمة من المبادرات بمئات الملايين من الدولارات، وحددت هدفها من اليوم الأول، بل من اللحظات الأولى، بأن صحة وسلامة الإنسان أولاً مهما كان الثمن على عكس كثير من الدول، منها ما كنا نعتبرها العالم الأول، التي أعطت الأولوية للاقتصاد على حساب مواطنيهم وشعوبهم، وأمام انكشاف المنظومات الصحية لديهم، وزيادة أعداد المصابين والوفيات، وأمام ضغط الشارع عليهم، بدؤوا باتخاذ إجراءات لحماية الإنسان بعدما تفشى المرض لديهم، وزهقت الكثير من الأرواح.
وتعاملت المملكة بخطوات استباقية مدروسة آخذة في الاعتبار وضع المملكة العالمي والإسلامي والعربي، منها قرارات جريئة، مثل تعليق العمرة والزيارة، وتعليق الصلوات في الحرمَين، وفي بقية مساجد المملكة، وتعليق حضور موظفي جميع القطاعات لمقار أعمالهم، والاكتفاء بالعمل عن بعد.
ومما يثلج الصدر سرعة التزام واستجابة المواطن والمقيم للقرارات ذات الصلة بهذه الأزمة، مثل حظر التجول، وعدم التنقل بين المناطق والمدن، وإغلاق المحال التجارية. ومرد ذلك حب الوطن والولاء له، والتماشي مع تعليمات الدين الحنيف، وتلاحم القيادة والشعب، وثقة الشعب في قادته وما يتخذونه من قرارات، وأنها تصب في مصلحة المواطن وهيبة الدولة، والتغطية الإعلامية المتميزة، وحملات التوعية المكثفة، والصرامة في تطبيق القرارات.. فتحية إجلال وتقدير لقائد هذا الفريق صاحب السمو الملكي الأمير محمد بن سلمان ولي العهد، وبقية أعضاء هذه المنظومة المتجانسة التي سيسجلها التاريخ بحروف من ذهب.