من المعروف أن هناك نعمتين من نعم الله سبحانه وتعالى على الجميع هي من أهم النعم ومن أهم الأسس التي يتم الانطلاق منها لبناء المستقبل بكل يسر وسهولة، وهما الصحة في الأبدان والأمن في الأوطان، كما يعلم الجميع تعرض الأمة لهذا الوباء الخطير (كورونا) والذي يتميز عن غيره بالقوة والقدرة على الانتشار والعدوى دون أن يكون هناك أعراض واضحة على المريض وهو في دور الحضانة، لذلك سارعت الدولة -رعاها الله- وقامت بحزمة من الاحتياطات والإجراءات حماية للمواطن والوطن من هذا الداء، والعمل الجاد في محاربته ومحاولة القضاء عليه بكل الإمكانيات المتاحة؛ وذلك وفقاً لتوجيهات خادم الحرمين الشريفين الملك سلمان وولي عهده القائد الفذ الأمير محمد بن سلمان - حفظهما الله جميعاً.
ولقد شاهدنا ما يدعو للفخر والاعتزاز بأداء أجهزة الدولة جميعها وكيف تبذل المملكة جهودها التي تنافس أكبر الدول على الإطلاق استمراراً لتحقيق رؤية المملكة 2030 والذي قدمت الكثير للوطن والمواطن وحققت نجاحات كبيرة في البلاد، ولا شك أن هذا العمل الشاق الذي تقوم به المملكة في مواجهة هذا الوباء يوجب علينا نحن أيضاً أن نتعاون معهم من أجل السعودية الغالية على قلوبنا ونلتزم بالتعليمات الصادرة من الجهات العليا. ومع أن الجميع من أبناء هذا الوطن يتوق كل منهم إلى مواصلة عمله وواجبه الملقى على عاتقه إلا أن الأمة كلها -ولله الحمد- تفهمت الأمر وتجاوبت مع التوجيهات الصادرة بهذا الخصوص، ومن هذه الفئة طلاب وطالبات المدارس، فعلى الرغم من تعلّقهم الكبير بمقاعد الدراسة ومواصلة التحصيل العلمي ودراستهم التي هي مستقبلهم ومستقبل الأمة، إلا أنه لم يتأثر تعليمهم ولا يزال مستمراً عن بعد من خلال المنصات الخاصة بوزارة التعليم حرصاً منها على العلم والتعلّم الذي هو أساس تطور وتقدّم أي أمة، ولذلك نقدِّر نحن المنتسبين للتعليم من مشرفين ومشرفات ومعلمين ومعلمات وطلبة وطالبات ما قامت به الدولة -رعاها الله- من جهود لاستمرار التعلّم وذلك عبر المنصات الخاصة بوزارة التعليم عن بعد، وندرك أن هذا العمل في سبيل حماية أبناء الوطن وتلاميذه وطلبة العلم من هذا الشر المفاجئ.
بينما يكسو المملكة الآن السكينة والهدوء ويعم السكون على المدن والشوارع والأماكن ونبقى نحن في بيوتنا ننظر من الشرفات ونستمع لأصوات المآذن التي تبعث على الطمأنينة، هناك من يسهر الليالي من أجل أن نعيش بأمان، وهناك من يسهر لمتابعة الحالات المتأثرة بكورونا، وهناك أيضاً من يسعى حثيثاً لاكتشاف اللقاح المناسب لهذا المرض {وَفِي ذَلِكَ فَلْيَتَنَافَسِ الْمُتَنَافِسُونَ}.
فتحيَّة امتنان وعرفان لكل العاملين في القطاع الصحي ولكل من يمد يده لخدمة وطننا الغالي، ونسأل الله أن يكون في عون حكومتنا الرشيدة وأن يزيل عنَّا هذه الغمَّة بأسرع وقت ممكن ونعود إلى حضن مدارسنا ونكمل المسيرة من جديد.