استطعم الوباء لحومنا مُنذ الأمد البعيد، ولم يتعظ العالم منه، والأمثلة كثيرة دلت على تجاهُلنا دروس الماضي، إحداها يكمن في فشل حكومات العالم، التي أضاءت لها علومنا الطريق، في توقع الأمراض ودعم المواطنين خلال التأثيرات الاجتماعية والاقتصادية للأوبئة، من حجر صحي إلزامي وقيود سفر لإغلاق المدارس وأماكن العمل، فلنستفيق ولنفلح فخورين بحكومتنا الرشيدة، لننجوا بركب حياتنا، كما فعل نبينا -صلى الله عليه وسلم- وأخذ على أيدينا العالم الرئيس «ابن سينا» منذ عشرة قرون وأكثر، خصوصًا في طُرق الوقاية من أوبئة تلو الأخرى، ليُعلمنا بعد كتاب الله ونبيه كل السُبل حتى تعقيم النقود بالخل واستبدال الملابس المستخدمة بأخرى جديدة للحد من انتشار المرض.
بلى، لقد جعل خادم الحرمين الشريفين وولي عهده حكومة وقيادة، الإنسان نصب أعينهم وبناء أمنهم واستقرار وطنهم تحت راية التوحيد، التي ما ارتفعت إلا بُنصرة من رب العباد، وسط أمواج تتلاطمها الرياح بما لا تشتهي السُفن، وما يخوضه العالم من حرب شرسة ضد عدو خفي أصاب أكثر من مليون وربع المليون إلى الآن، وحصد أرواح مئات الآلاف، ولم يُسلم منه الجيش الأبيض من علماء الأوبئة بل مُكتشف هذا الكورونا، العالم الصيني «لي وينليانغ»، والعاملون في المجال الطبي بكافة بُلدان العالم.
ولامسنا كيف وظفت أجهزة الدولة وقيادتنا الحكيمة خبراتها في إدارة هذه الأزمة؟، لتتعاضد والمجتمع مواطنين ومُقيمين خلف الملائكة البيض ورجال أمننا، ليكون الحجر المنزلي ومنع التجول أولوية لمواجهة تفشي هذا الوباء، الذي ألف قلوبنا حول واجب وطني، علينا كأُسرة سعودية ومقيمين تتداعى لأعضائها جسدًا واحدًا لاجتياز تلك المرحلة العصيبة.
فكل منا جندي في مكانه وزمانه، وخط دفاع رئيس يُمسك بزمامها منسوبي الصحة والأمن اليوم، ضلعهما الثالث خط دفاع أُسري بقدرته على إدارة الأزمات، ألا وهي المرأة وما عليها من مرارة الضغوطات الحالية تجاه أسرتها ومجتمعها، لتستلم دفَّة بتلك المعركة من دعم نفسي وتوعية وإرشاد لحماية بيتها ومُحيطها، مستشهده بقوله تعالى: {فَإِنَّ مَعَ الْعُسْرِ يُسْرًا}، وإشراكهم بمسؤولية ما يحدث حولهم وتعلميهم أن كل فرد منهم مسؤول، فأنتِ اليوم الجيش الداخلي الذي نثق بدوره ويُخفف عن كاهل الأضلع السابقة؛ للحد من انتشار هذا الوباء وانحساره لأجل حماية أجيالنا.
ولم ننس الضلع الرابع من فئات المجتمع ووعيه بالمسؤولية الكُبرى، ووزارة التجارة وغيرها، مع مثلث الحياة التي نتشارك فيها لتنفس هواء الغد (الصحة والأمن والمرأة) كوننا في خندق واحد، وعلى الواقفين في خطوط الدفاع الأولى أن يعرفوا مع من يقفون، عندما يستدعي الأمر الوقوف، ولا يتناسون مكارم المملكة معهم حتى بالقطاع الخاص ومواطنيه ومُقيميه ممن يأملون الخير من ملك الخير، حتى حملني بعضُهم أمانة في ظل حُبهم لأصالة شعب، وإلزامهم منازلهم.. مِمّنْ يُنفقون وعوائلهم في ظل إغلاق بعض أصحاب الشركات أعمالهم؟، فهل من مكرمةِ ولو باليسير لهم)، أو فتح الباب لهم بالسفر في إجازة حتى يُغير الله الحال لخير منه، فيعودون لصفوف العمل جنودًا تحيا بحياة المملكة، ويكونوا بذلك تخفيفًا على حكومتنا القويمة في وقاية الوطن، ليعرف كل منا بُصلته ومواقع أقدامه المهرولة هنا وهناك، وعلى الجميع أن يشعر بما قدمه هؤلاء الأبطال الأشاوس من تضحيات، فلنثبت للعالم بأننا سنجتاز هذا الاختبار، وحمى الله وطننا وقائدنا وشعبنا في ظل حكومة كريمة لخادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبدالعزيز وولي عهده الأمين صاحب السمو الملكي الشاب الأمير محمد بن سلمان -حفظهم الله-.