عبده الأسمري
اعتلى صهوة «الحديث» وامتطى سطوة «الحدث» جائلاً بين «الأرقام»، متجولاً بين «المهام» بنزعة «الطبيب»، و«منفعة» اللبيب..
بنى «صروح» الحقيقة من عمق «الأعداد» إلى أفق «النسب» محولاً «التوجس الوبائي» إلى سكينة شعبية، ومغيرًا «الهاجس الصحي» إلى طمأنينة بشرية.
جال بين العيادات، وبرز وسط المنصات واضعًا «المهنة» كعنوان كتبه بحبر «التخصص» و«المهنية» كعرفان قدمه «بجبر» التفاؤل.
أكمل «فراغات» «الأسئلة» بعبارات «التثقيف»، وردم «فجوات» الاستفسار باعتبارات «الوقاية»، إنه المتحدث الرسمي لوزارة الصحة الدكتور محمد العبدالعالي أحد أبرز القياديين والمتحدثين الرسميين على مستوى الوطن.
بوجه حنطي خليط من «الرسمية» و«الألفة» مع تقاسيم تحفها «المسؤولية»، وتؤطرها «المهنية»، وملامح تتقاسم الشبه مع والده، وتقتسم التشابه مع أخواله، وعينَيْن تنضخان بالجد والود، وكاريزما فريدة، قوامها «الهدوء»، واستقامتها «الحكمة»، وهندام وطني، يعتمر الأناقة المنوعة في مواقع «القرار»، يرتدي «البالطو» الأبيض في مواطن «التداوي»، وبصوت مسجوع بلكنة فريدة ولغة متفردة، تقوم على «المفاهيم» الطبية، وتستند إلى «المصطلحات» الوقائية التي تشع بـ«الفصاحة»، وتنبع بالصراحة، تتخللها «مفردات» الاستقصاء، وتملؤها «موشحات» الدعاء، قضى العبدالعالي من عمره عقودًا وهو يختصر «المعلومات» في هيئة بيانات «مقتضبة» و«مهذبة»، وينتصر للتساؤلات في صورة إجابات «دقيقة» و«عميقة» متحدثًا بارعًا وقياديًّا بارزًا، وزع المعاني بإمعان، وسدد الآراء بإتقان في قلب «المناسبة»، وقالب «النتائج».
نشأ العبدالعالي في ظلال «أسرة» كريمة، علَّمته ماهية «الفلاح» سرًّا وعلانية، وكبر محاطًا بنصح «أب كريم»، وروح «أم حنونة»؛ فكبر وفي قلبه «ذكريات» الطفولة في تعاون سكان المكان، وفي وجدانه «مذكرات» البطولة في تعاضد جيران الحي، وعاش بين قطبي الاقتداء والاحتذاء؛ إذ ظل يردد «مقولات» والده كمفتاح فك «جمود» الروتين، وبات يسترد «محاولات» ذاته كفلاح بنى «صمود» اليقين فاستمر يكتب أمنياته وخربشاته «البريئة» في كشكوله الصغير الذي كان يزاحم كتبه الدراسية، وكان ملاذًا لتسجيل براءة «الإبداع»، ولذة لتأصيل كفاءة الإمتاع.
كان العبدالعالي شابًّا يتابع أسماء الكبار من عمالقة «الصحة»، وفطاحلة «الكلمة»، وظل يحتفظ بأمهات الكتب الثقافية والمعرفية التي كان يتأبطها في حقيبته «المكتظة» بمجلدات التشريح والجراحة، فبات يطارد «بُعد نظره» باتساع «المدارك»، وانفتاح «المسالك»، فوجَّه «بوصلة» أحلامه إلى حيث «العلا»، وولى «قبلة» آماله نحو «الانفراد»، فقرأ الحياة من عمق «التغيير» إلى «أفق» التطوير باحثًا عن «إشباع» غروره «العلمي» بالطموح، و»إمتاع» سروره العملي بالتفوق.
حصل العبدالعالي على بكالوريوس الطب والجراحة من جامعة فيصل، ونال ماجستير الصحة العامة من جامعة مانشستر ببريطانيا في عام 2004م.
وحصد العبد العالي على زمالة علم أمراض ونقل الدم من جامعة الملك سعود في عام 2009م، وأيضًا على الزمالة الدولية للكلية الأمريكية، وهي خاصة بأطباء علم الأمراض، وعمل في مواقع قيادية عدة؛ إذ عمل مديرًا لمستشفى الملك فهد في الهفوف، ومديرًا عامًّا للشؤون الصحية بمحافظة الأحساء ومنطقة جازان، وتولى أيضًا منصب وكيل مساعد لخدمات المستشفيات بوزارة الصحة.
وحصل على جائزة أفضل طبيب زمالة لبرنامج علم الأمراض، وتم تعيينه مساعد مكلف لوزير الصحة، وتم اختياره متحدثًا رسميًّا لوزارة الصحة.
صعد «العبدالعالي» سلم «المناصب» بخطوات «الواثق»، وتخطى ألم «المتاعب» بخطط «الثقة»، وخاض غمار «التجارب» بأصول «الميثاق» مرتديًا «بزته» الطبية الموشحة بالبياض؛ لينثر عبير الأمل في قاعات المحاضرات، وينسج حكاية التأكيد في بحوث الأمراض رافعًا «راية» الأطباء، مترافعًا عن «غاية» المرضى، مقتحمًا ميادين «الابتكار»، مشعلاً «الضياء» في مسارب «العتمة»، ناشدًا «السخاء» من مشارب «الهمة».
ومع أزمة كورونا تجلّت «كيميائية» التواصل، و«ديناميكية» التفاعل بين عبدالعالي والشعب الذي عرفه أكثر من خلال رسائل «التطمين» ووسائل «التمكين» اليومية التي يظهر فيها «متحدثًا»، جمع اللباقة والأناقة، واستجمع الاحتراف والاستشراف في «طلة» منتظرة، باتت برنامجًا يوميًّا، احتل «مساحات» الرعاية والعناية.
محمد عبدالعالي «الطبيب» البارع و«الخطيب» المفوه وجه «المثالية» «الناطق» المجلل بالإعجاب الشعبي والمكلل بالخطاب الرسمي.. خازن الحقائق الصحية، وسادن الوقائع الطبية.