عبد الله باخشوين
ولا بد أن (يحظر) دون كوليوني.. حفل تعميد (الصغير) على طريقته الخاصة في تدشين الاحتفالات العائلية.. فهو وفي جداً.. يلتزم بتنفيذ (كل شيء) ولا يخل بالتزاماته.. غير أنه -هذه المرة- قرر أن يعطي هذا (الاحتفال) طعماً أو (نكهة خاصة)، فلن يكتفي بجعله حفل تعميد على الطريقة (الكنسية) المتعارف عليها.. لكنه قرر أن يصفي (كل) حسابه بطريقة ودية، ويجعلها تتحول إلى حالة (رمزية)، يدمج من خلالها مخلوقات متناقضة، ويجعلها تعيش في سلام (دائم) ووئام و-ربما- محبة. فكر أولاً في جمع (حمل) و(ذئب) داخل قفص واحد، وجعلها تعيش معاً في (سلام).. وفكر في جمع (قط بفأر).. ثم استقر رأيه على ضرورة البدء بالكلب والقط. أحضروا له (قط) رومي (شرس) وبحجمه (كلب) لا يقل (شراسة)، وبعد إغلاق (القفص) عليهما وطلب عدم تقديم أي شيء.. لا ماء ولا طعام. طبعاً هذا القرار كان يتناقض مع (حب) دون كوليوني للقطط.. لكنه قال.. إن هذا سيكون (اختباراً) مميزاً لرصد سلوكهما معاً.. والخروج بدراسة شاملة لطبيعة السلوك وتحولاته.. قالوا له هناك تجارب سابقة ومصورة يمكن مشاهدتها وقراءة النتائج المرصودة عنها دون الحاجة لتعذيب حيوانين جديدين.. من الذكور الشرسة.. قال لا.. قالوا.. لا بأس اجمعهما إناثاً، فربما يكونان أقل شراسة تجاه بعضهما في حالة الجوع والعطش.. قال لا.. ووضع شرطاً أو أمراً ينص على تعيين (رقيب) دائم يرصد ويتابع ويسجل شرطاً أن يكون -بدوره.. (مخشوشاً) عنهما بحيث.. يراهما ولا يرونه. أحد معارضيه أخذته الحمية وأعلن بغضب.. أن هذا ليس من أعمال (المافيا) في شيء.. وأنه مجرد عمل وحشي.. لن تنال عائلة (كوليوني) منها أي فائدة.. وما بالك بالسمعة (السيئة) التي ستعود عليها عندما تعرف (العوائل) المنافسة أن عائلة (الدون) اتجهت للحيوانات وأخذت تعذبها.. أنا خجلان من مجرد طرح (الفكرة) وبخش نفسي بعيدا عن (إيطاليا) لأن (الكورونا) اجتاحتها بشراسة.. وسوف أبحث عن صاحبي القديم (عبدالله باخشوين) اللي خاش نفسه في بيته.. وصار له -يمكن- سنة ما غادر البيت وبقعد عنده بس خايف ما يستقبلني ومرته موسوسة ترفض دخولي البيت من خوفها لأجيب (الكورونا) معايا وأعديهم.. ولأن (دون كوليوني) متسامح مع صراحة كل أفراد العائلة ولا يغضب منهم.. تهلل وجهه فرحاً وقال لصاحب المشاعر (الحيوانية) الرقيقة: قررت أن تكون أنت الرقيب (المخشوش) الذي سيقوم برصد كل حركات وردود فعل الكلب والقط ويقلها لي أولاً بأول، وطبعاً قالها كأمر يستوجب الطاعة.. وغير قابل لأكثر من خفض الرأس وإرخاء العين.. ثم الالتفاف لذاك الذي سوف يتولى معه تفصيل المهمة.