د.عبدالعزيز الجار الله
قررت إيران أن تستأنف الأعمال الاقتصادية والتجارية متحججة بأنها لا تتحمل الحصار الاقتصادي والسياسي من قوى التحالف الدولي، والحجر الصحي وإغلاق الأسواق بسبب كورونا.
إيران لا تعيش إلا على الفوضى واختلال الأمن، مرت بها فترة ازدهار، عاشت فيها أجواء فوضى حقيقية، واختلال أمني واسع من عام 2003وحتى عام 2018حوالي (16) سنة عاشت خلالها في أوج العمل الإجرامي والإرهابي في الوطن العربي تخلله سقوط نظام صدام حسين في العراق 2003، والاحتلال الأمريكي للعراق، وفوضى الربيع العربي عام 2010 عندما اشتعلت بعض العواصم العربية بالثورات والحروب، وادعت إيران أنها تحتل (4) عواصم عربية، وهي الآن في معركة كورونا تعد الدولة الثانية بعد الصين المسؤولة عن انتشار فيروس كورونا في العالم، نراها تتخلى عن محاصرة الوباء والحصار الصحي، والعودة ثانية إلى نشر الوباء.
كورونا أنقذ إيران أول مرة عندما كان الحصار من دول التحالف يضيق عليها الخناق، فوجدت في كورونا نوعاً من الفرار من دائرة الحصار العسكري، ووضع الشعب الإيراني في خانقة، وبالمقابل تم تنمية خزينة الدولة بالأموال عبر العراق وتركيا في كسر للحصار، وهي في خطواتها تستأنف العمل الاقتصادي والتجاري على نطاق واسع ستعيد دائرة الأزمة من جديد للمنطقة، وانتشارها عبر دول هشة سياسياً: سورية ولبنان واليمن والعراق. على أمل إدخال العالم بدوامة ثانية من صراع كورونا، والفوضى من جديد وخلط الأوراق.
مغامرة من إيران ومحاولة توريط العالم في حرب فيروسات وفي دورة جديدة، والعودة إلى مربع الصفر، في ظل وجود بؤر مشتعلة حالياً بالمرض والعدوى في الصين وأوروبا وأمريكا، والتوقع مستقبلاً في إفريقيا، ودول ما زالت غير واضحة حتى الآن: اليمن وسورية والعراق ولبنان. فإيران تحاول الخروج من دائرة العزلة، وتحاول من خلال كورونا البحث عن الحلول حتى لو عاد انتشار الوباء من جديد، على طريقة الانتحار الجماعي، وتحويل المنطقة إلى بؤر حروب عسكرية وفيروسات، وفوضى اقتصادية ونفطية، ثم إدخال العالم في نفق مظلم لا تخرج منه الدول إلا خاسرة وإصابات مدمية، واستنزاف مالي لا حدود له.