فجأة وجدنا أنفسنا أمام وباء عسير وضيف زائر تسلل بيننا بالخفاء فيروس لا يرى لكنه يتجاوز الحدود بلا تأشيرة دخول.. رافعًا راية التحدي علينا بحرب (صحية) قدر إلهي شمل المعمورة كلها، والكل أمام اختبار لإدارة مقاومة إيجابية أزمة طارئة لمعالجة ميكروب لديه فرط بالحركة والانتشار.. فرض علينا نظام اجتماعي جزء من علاجه عطل العبادة في بيوتها وتعليمنا ورياضتنا وأفراحنا وألزمنا بيوتنا نعيش فيها مطمئنين.
لقد كشف هذا الوباء المعدن النقي والقلب السليم للشعب السعودي ووقوفه بجانب حكومته فكانت المشاعر تحمل الولاء والإخلاص والوقوف إلى جانب الملك سلمان الذي أعلن حرصه على سلامة كل مواطن ناهيك عن كل مقيم.. لقد ولد من رحم الأزمة (القبيلة السعودية) الموحدة التي لا يمكن اختراقها فهي محصنة بالمحبة والوئام.. سعودية عظمى ستتجاوز هذه المحنة إن شاء الله وهي أكثر عزة وشموخًا ولا تأبى بكل صوت نشاز مهما علا.. والقافلة السعودية تسير على أرض صلبة لتصل لمحطة المعالي.
إن الجهود التي تبذلها الحكومة الرشيدة لمكافحة هذا الوباء تذكر فتشكر فقد عملت كل السبل والأسباب التي تعطل انتشار هذا الفيروس وكان وراء هذا رجال في وزارة الصحة والجهات الأمنية والإعلامية وجميع الجهات ذات العلاقة فجاءت النتائج مثمرة وإيجابية وكان التعامل مخلصًا والبيان شفافًا.. ولم يبق إلا استمرار التعاون من المواطنين والمقيمين في تطبيق التعليمات والعمل بالإرشادات.
حمى الله بلادنا والمسلمين من هذا الوباء وأزال عنا هذه الغمة وإن مع العسر يسرا وقد حمل كورونا المستجد معه دروسًا وعبرًا.. وأشار إلى أن الإنسان مهما تقدم في العلِمَ لا يزال ضعيفًا {وَمَا أُوتِيتُم مِّن الْعِلْمِ إلا قَلِيلاً}.. صدق الله العظيم.