رغم ما سببه هذا الفيروس المخفي والضئيل، من هلع، وخوف، ورعب لكل دول العالم.. فقد أتى بمنافع كبيرة ومتعددة ما كانت لتحصل أبدًا بدونه وفي هذا السياق أعجبت بما طرحه أحد الإخوة الأعزاء من أرض الكنانة (مصر) وهو المستشار عدلي حسين محافظ القليوبية سابقًا في مدونة على أجهزة التواصل بعنوان (لا تلعنوا كورونا) وذكر عدة نقاط أو أمور في غاية الشفافية والمصداقية ناتجة عن تهور العالم ودولة وانسياقها وراء أعمال تضر بالمجتمعات ولا تفيدها ومصائب تعد أفظع وأكبر من موضوع هذا الفيروس كورونا يقول في نص حديثه: لا تلعنوا كورونا فقد أعاد هذا الوباء الفتاك البشرية كلها إلى إِنسانيتها، إلى أدميتها، إلى خالقها.. إلى أخلاقها.
نعم لا تلعنوا كورونا فلقد أعاد هذا الوباء الفتاك البشرية كلها إلى إِنسانيتها، إلى آدميتها، إلى خالقها، إلى أخلاقها، ويكفيه فخرًا أنه أغلق جميع البارات، والملاهي، والكابريهات، ونوادي المجون، والرقص، والشذوذ، والقمار، ودور الدعارة، والبغاء، وبلاجات العري حول العالم، يكفيه فخرًا أنه جمع العوائل ثانية في بيوتها بعد طول تفرق وفراق.. يكفيه فخرًا أنه أوقف القبل والتقبيل بين الجنسين والجنس الواحد.. يكفيه أنه دفع منظمة الصحة العالمية إلى الاعتراف بأن تناول الخمور كارثة وعلى من لم يعاقرها يومًا ألا يفعل ذلك أبدًا.. يكفيه فخرًا أنه علم البشرية كيف تعطس، كيف تسعل، كيف تتثاءب كما علمنا إياه رسول الله صلى الله عليه وسلم قبل 1441 عامًا.. يكفيه أنه حول ثلث الإنفاق العسكري حول العالم إلى المجالات الصحية بدلاً من العسكرية.. يكفيه أنه دفع وزارات ومديريات الصحة العربية إلى حظر تدخين النارجيلة وإغلاق كافيهاتها.. يكفيه أنه حد من الاختلاط المذموم بين الجنسين.. يكفيه أنه أذاق وزراء ورؤساء دول بعضها كبرى وعرفها معنى الحجر والحجز وتقييد الحرية.. يكفيه أنه دفع الناس إلى الدعاء، والتضرع، والاستغفار، وترك المعاصي، والمنكرات.. يكفيه فخرًا أنه أذل المتجبرين وأظهرهم بمظهر المتسول الضعيف - يكفيه أنه قلل إلى أدنى مستوى معروف من سموم المصانع التي لوثت أجواء الأرض وقتلت غاباتها، ولوثت بحارها، ومحيطاتها أذابت جليد قطبيها وغيرت مناخها، ووسعت ثقب الأوزون في سمائها وأماتت الأحياء حول الكرة الأرضية وإصابتها بمقتل.. يكفيه أنه أرغم كبار المسؤولين في دولهم على إعادة النظر بأحوال السجون وأوضاع السجناء والمعتقلين وأهمية تعفيرها وتعقيمها وربما إطلاق سراح السجناء منها.. يكفيه أنه حد من مظاهر الشرك بالله وبدع الاستعانة بخلقه وضلالات التبرك بمخلوقاته من دونه سبحانه وصار الكل يجأر بالدعاء إليه متذللاً له وحده من دون شريك بين يديه، أن ما تعيشه البشرية حاليًا يشبه أجواء الحرب العالمية الأولى وانتشار الإنفلونزا الإسبانية حين طغى الإنسان وتجبر وظن نفسه أنه قد خرق الأرض وبلغ الجبال طولا فكان لزامًا أن يؤدب وبحضرة خالق الكون أن يتأدب.. اليوم فقط أدركت - عمليًا - كيف يمكن للبلاء الرباني وبأضعف جندي من جنده أن يكون خيرًا للبشرية لا شرا لها.. فلا تلعنوا كورونا لأن البشرية بعده لن تكون كما كانت قبله إطلاقًا كما هي تمنياتنا!
** **
alfrrajmf@hotmail.com