لا زالت أصداء الكلمة السامية التي وجهها خادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبدالعزيز آل سعود -حفظه الله ورعاه- للمواطنين والمقيمين بالمملكة حول أزمة فيروس «كورونا المستجد»، حيث شكلت هذه الكلمة مصدر اطمئنان وثقة لا حدود لها بالإجراءات التي اتخذتها الدولة ولا زالت تواصل المزيد من تلك الجهود لكبح جماح هذه الجائحة التي عمت العالم بجميع قاراته دون استنثاء.
لقد حملت في طياتها مضامين راسخة ومتجذرة ظلت تستذكر العبر لتاريخ هذا الوطن الغالي الذي وقف شامخاً بتكاتف شعبه ومن يقيم عليه ضد تقلبات الزمن من أزمات أو شدائد وحتى أمراض أو أوبئة فليس هناك عند الحكومة الرشيدة وعلى رأسها الملك سلمان بن عبدالعزيز أغلى وأثمن من صحة الإنسان وسلامة غذائه ودوائه والعمل الدؤوب على توفير جميع مستلزماته الضرورية بكل سهولة ويسر.
لم تكن هذه الكلمة الملكية عابرة ولكن سجلها التاريخ من مداد من ذهب ووصلت إلى كل بيت بكل شفافية ووضوح لأن المصارحة هي ديدن سلمان بن عبدالعزيز.. التي عوّد الشعب عليها فخرجت من قلب القائد الحريص على شعبه إلى كافة أرجاء الوطن بمساحاته المترامية الأطراف.
هي نبراس لحاضرنا المجيد ولمستقبلنا التليد وجاءت في وقت حساس تمر به الأمة ويعيشه العالم بأسره، وبلا شك فإن مملكتنا الحبيبة تتأثر بكافة المستجدات العالمية وخصوصاً فيما يختص بالجانب الذي يتعلق بالصحة العامة والحفاظ عليها.
إن حرص المليك على أبناء الشعب ومن يقيمون على أرض المملكة كان لافتاً هذه المرة فعبر كلماته المتولية وضح فيها عطفه الشديد وأبوته المثالية فكان أخاً كبيراً لقي من أبناءه كل تقدير واحترام.
سلمان بن عبدالعزيز حيث يتحدث هو قدوة حسنة.. وسلمان بن عبدالعزيز حين يصغى هو أيضاً كذلك.. لكن سلمان بن عبدالعزيز الإنسان ليس له مثيل بين ملوك الأرض.. فلاسمه نصيب من إنسانيته الفذة لسلامة محبيه وهي غايته السامية.
سلمان بن عبدالعزيز ولي الأمر المؤمن بربه والمتكل عليه يستشهد بكلمته التاريخية بآيات من القرآن الكريم التي هي سلاح المؤمنين أبدى ثقته وسلامة معتقده بأن الله سبحانه وتعالى سوف يزيل هذه الغمة عن بلاده وعن الإنسانية جمعاء متخذ قول الحق جلت قدرته: «إن مع العسر يسراً.. إن مع العسر يسرا» أهمية قصوى وأولوية يرتكز عليها في كل وقت وفي كل حين.
بث خادم الحرمين الشريفين العزيمة والثقة بالنفس في قلوب أبناء الشعب والمقيمين وأكد -أيده الله- على أن الشدائد التي تصيب الأمم في وقت من الأوقات وخصوصاً العصيبة منها يبرز فيها دور الإنسان وإيمانه بربه وما يظهره من ثبات وصبر وبلاء حسن مع التعاون مع تعليمات الجهات المعنية وإجراءاتها الاحترازية تلك من أهم الروافد والمرتكزات التي تسعى للمحافظة على صحة المواطن والمقيم.
الرجل الأول في الدولة والقائد الأعلى جاءت كلماته لشعبه بعبارات ذات مدلولات إنسانية وتواضع جم فكان قريباً ويقف على مسافة واحدة منهم بقوله: «إخواني وأخواتي.. أبنائي وبناتي المواطنين والمقيمين» صارحهم عن صعوبة ومرارة المرحلة الحالية الحرجة. وتفاءل (حفظه الله) على تجاوزها -بإذن الله-. ولم يغفل المليك في كلمته على أن هذه الجائحة عالمية، وأن المملكة العربية السعودية جزء من العالم تتأثر به وتؤثر فيه بطبيعة الحال. لكن ثقة المواطنين بحكومتهم الرشيدة تعززت وزادت لحمتها الوطنية وعم الوعي أرجاء البلاد فلا يجب أن ننسى ما قامت به حاضراً ومستقبلاً من رخاء وتنمية مستدامة وأمن وأمان بفضل من الله سبحانه وبفضل التوجيهات المستمرة بات التفاؤل والأمل يختلج صدورهم بأن هذه الدولة -أعزها الله- لم ولن تقصر في بذل الغالي والنفيس في سبيل الحفاظ على صحتهم وصحة أبنائهم.
مثالية المليك وحسن خلقه وصلت للعالمية قبل المحلية، فكانت كلمته أشبه برسالة صحة وسلام محبة لهذا العالم الكبير من الرجل الذي يحمل أسمى وأغلى لقب إسلامي وهو: «خادم الحرمين الشريفين».. فاختتم كلمته عن هذه الجائحة بقوله: (حفظ الله بلادنا وسائر بلدان العالم وحفظ الإنسانية جمعاء من كل مكروه). اللهم وفق عبدك سلمان بن عبدالعزيز وولي عهده الأمين صاحب السمو الملكي الأمير محمد بن سلمان بن عبدالعزيز لخدمة دينهم وشعبهم وأمتهم.
اللهم اكتب لنا كل خير.. واصرف عنا كل شر.