أحمد بن عبدالرحمن الجبير
استطاعت وزارة الصحة السعودية إلى جانب الوزارات الأخرى رسم استراتيجية تمتاز بالوضوح والشفافية، وطمأنت المواطن والمقيم، وقاد معالي وزير الصحة وكوادره الوطنية الحملة ضد الفيروس بامتياز، بتوجيهات من ملك الحزم والعزم الملك سلمان، وبإشراف مباشر من سمو ولي عهده الأمير محمد بن سلمان -حفظهما الله-.
وكانت إجراءات وزارة الصحة اليومية من أفضل الإجراءات الخدمية لمواجهة وباء كورونا المنتشر في العالم. وهذه الإجراءات اتسمت بالانسيابية؛ إذ اكتشفنا أن قطاعنا الصحي يُعدُّ من أجود وأبرز القطاعات الحيوية في العالم، وأن الأطقم الصحية السعودية تمت تجربتهم، واختبارهم في أزمات وكوارث استثنائية.
هذه الإجراءات جعلت من المواطن السعودي يفخر، ويعتز بجنسيته السعودية بين الأمم، ويعيش حالة من الثقة بهذا الجهاز الصحي الضخم؛ وعليه جاءت شفافية الوزارة بالتعامل مع الوباء والحدث اليومي بصدق ووضوح؛ فالتعليمات والمتابعة والإصدارات اليومية عن الفيروس في بلادنا جعلتنا في أيادٍ أمينة. وأصبح للمملكة صدى عالمي، خاصة بعد صدور الموافقة الملكية بعلاج المواطنين والمقيمين ومخالفي الإقامة مجانًا، وعلى حساب الحكومة. وما كان لذلك أن يتحقق لولا رؤية قيادتنا الحكيمة والرشيدة في تنمية المشاريع، والخدمات الوطنية التي تقدَّم للجميع، التي لها نصيب كبير من ميزانية الدولة، ومكَّنت الوزارة من السيطرة على الفيروس. كما كثفت الوزارة حملتها على العائدين من خارج المملكة، خاصة العائدين من إيران عبر مملكة البحرين؛ إذ ربما يكونون حاملين للفيروس، وقد يكون ذلك دون علمهم بذلك، ومع ذلك كانت الإجراءات التي تعاملت بها الوزارة شديدة وحاسمة باعتبار أن الفيروس مصدر تهديد للصحة، والأمن والاقتصاد الوطني.
وكانت خطة الوزارة مكافحة الفيروس، وتعزيز سياسة العزل والحجر الصحي، ورفع وعي المواطن والمقيم، ومضاعفة نقاط التفتيش الحرارية، وكشف المصابين عن بُعد، واللجوء إلى التباعد، خاصة في أسواق النفع العام، وتم عمل جولات رقابية، وإنفاذ جميع الإجراءات الوقائية التي فرضتها الوزارة بالتعاون مع وزارة الداخلية، وأمانات المدن، والجهات الأخرى. كما رافق ذلك حملة توعوية لجميع المواطنين والمقيمين للوقاية من الفيروس، وتقديم الإرشادات. ولا شك أن موقع الوزارة الإلكتروني على الإنترنت يعد وسيلة اتصال لطلب الخدمات والمعلومات، وتوفير التوعية الصحية للجميع، خاصة مع الجهات الرسمية، والخاصة، وما يخص احتياجات المواطن والمقيم. والملاحظ أن القطاع الخاص واقتصادنا الوطني لم يتأثرا بالأزمة كبقية الدول؛ إذ يحظيان برعاية كريمة من خادم الحرمين الشريفين، وسمو ولي عهده الأمين؛ وعليه نتمنى من القطاع الخاص إبراز دورهم الإيجابي والوطني للمشاركة والمساهمة بالمال في بعض الخدمات والاحتياجات، ودعم المسؤولية الاجتماعية. إن ما قامت به وزارة الصحة السعودية يعتبر إنجازًا عظيمًا، جعل من المملكة مثالاً يُحتذى به بين الدول، ويستحقون عليه الشكر؛ فقد مارسوا أعمالهم بمهنية، خاصة معالي وزير الصحة، وفريق عمله المتميز، وقادوا الحملة بكل احترافية في ظل الرعاية الكريمة من الملك سلمان وسمو ولي عهده الأمين -أعزهما الله-.