عبد العزيز بن علي الدغيثر
(بصراحة) أفرز لنا الاجتماع التشاوري الذي عقده الفيفا يوم الاثنين الماضي والذي يعد الاجتماع الأول له بعد توقف جميع المنافسات في أنحاء العالم بسبب جانحة كورونا، حيث إن اجتماع أعلى سلطة كروية للعبة يعد ضروريًا خاصة في هذا الوقت العصيب والصعب الذي لا يعلم أحد متى سينتهي وكيف ستكون نهايته وهذا في علم الغيب ولكن كان الاجتماع ضروريًا ومهمًا لتقديم رؤية ونصائح وتطمين للمجتمع الرياضي وخاصة ما يتعلق بكرة القدم ومنافساتها ومشكلاتها الاحترافية والتسويقية والجماهيرية فقد أكَّد من خلال الاجتماع أن الجميع متكاتف ومتعاون في هذه الأوقات الصعبة وكما كان متوقعًا فقد قدم أعضاء اتحاد اللعبة في الفيفا مقترحات ومشورات اتسمت بالمرونة والسهولة من حيث اتخاذ الإجراءات والقرارات والتحريات، فقد كان أبرز وأهم قرار تم الاتفاق عليه هو إمكانية تمديد عقود اللاعبين إلى نهاية الموسم الذي لا أحد يعرف متى سينتهي وكيف ستكون النهاية ما عدا ذلك كانت بقية الأمور عائمة ومبهمة وترك أعضاء الفيفا للأندية في جميع أنحاء العالم حرية التصرف في تخفيض أو تعديل عقود اللاعبين أو إنهائها أو تقليصها حسب ظرف كل نادٍ ومداخيله ومراعاة لمصاريفه وأكَّد أن عقود اللاعبين محمية ومصونة ولكن التفاهم بين اللاعبين وأنديتهم عبر الوكلاء والمحامين للطرفين، تاركًا الأمر للأندية وكلاً حسب ميزانيته وموارده وإذا ما وصلوا إلى حل ودي إن حدث ذلك فيكون للجنة فض المنازاعات في كل اتحاد الكلمة الفاصلة والملزمة لتنفيذ وأكَّد الفيفا كذلك حرية كل اتحاد في الطريقة المناسبة لإنهاء الموسم حسب إمكاناته ووضع بلدة ومواطنيه الصحية وما يصب في مصلحة البلد والمواطنين وهنا نؤكد لأكثر من مرة أن الاتحاد الدولي (الفيفا) لا يتدخل في عمل الاتحادات المحلية ولا يقوم بفرض قوانين عليها غير المعمول به دوليًا فلكل بلد طبيعته ومناخه وظروفه وسياسته والأهم من ذلك أن الاجتماع قد أفرز لنا مرونة غير مسبوقة في حرية اتخاذ القرار الذي بالتأكيد سيكون عاملاً مساعدًا لإنجاح اللعبة وما بقى من منافسات الموسم والنهائية حسب الظروف المحيطة وانجلاء فيروس كورونا وعودة الحياة إلى طبيعتها نافيًا من خلال الاجتماع نفيًا قاطعًا ما حاول البعض ترويجه مؤخرًا بأن الاتحاد الدولي يهدد ويرعد ويزبد بإيقاع أقصى العقوبات على أي اتحاد يعلن إلغاء الموسم الكروي قبل استكمال منافساته وهذا كان أمرًا متوقعًا ومطقيًا، فلا أحد يعلم متى تنتهي هذه الأزمة إلا الله سبحانه وحتى من يقترح أن يرحل الموسم الحالي وما بقي من منافساته إلى الموسم القادم وكان الموسم القادم ينتظر أن تبدأ منافساته وإثارته غير مدركين أن الموسم القادم بكاملة غير مؤكد أن يبدأ أساسًا فالأمور صعبة وتزداد يومًا بعد يوم تعقيدًا فالجانحة ليست سهلة فالعودة للحياة الطبيعة ليست بتلك السهولة فقد انضرب العالم جميعًا اقتصاديًا وسياسيًا وصحيًا واجتماعيًا ورياضيًا وتقطعت سبل الانتقال والتواصل والتنقل وكل شيء انشل وما يجب أن يدركه الجميع أن العامل النفسي والسلوكي والاجتماعي يحتاج إلى وقت طويل من خلال التهيئة النفسية والسلوكية والانضباطية فكل شيء تغير وسيتغير أكثر وأكثر حسب مدة بقاء الناس منعزلة ومنكمشة ومتباعدة ولكن الأمل بالله ثم بالله أن يفرج على العالم ويزيح هذا الوباء وأن يرحمنا برحمته لا إله إلا هو سبحانه على كل شيءٍ قدير.
نقاط للتأمل
- أعتقد أن المسؤولية قد تضاعفت وازدادت على اتحاد كرة القدم للتنسيق والتفاهم مع الأندية حول الأوضاع الحالية خاصة بعد توقف النشاط الرياضي فليس الأمر متعلقًا فقط باستئنافه فالمشكله أكبر من حيث اللاعبين المحترفين وإمكانية استمرارهم والمدربين وكوادر الأندية الفنية والإدارية فالكل ينتظر ويترقب والعلم عند الله متى تنتهي هذه الجانحة ولكن لا بد من تحديد مصير هؤلاء الذين لا حول ولا قوة لهم إلا الجلوس في منازلهم والاجتهاد في المحافظة على صحتهم ولياقتهم ولكن السؤال إلى متى فلا بد من إيجاد حلول عاجلة فالانتظار صعب خاصة أن الأمر ليس بيد البشر ولكن بيد رب العزة والجلال سبحانه.
خاتمة
(سبحان الله) كانوا يتسابقون للحصول على الجنسية الأمريكية والبريطانية والأوروبية لما في تلك الدول - حسب معتقدهم- من إِنسانية وحفاظ على الحقوق، حتى جاء كورونا ليرى العالم حقائق الأمور جلية بكل الأدلة، وليرى الجميع أن الجنسية السعودية كانت وستظل الأعظم بقيادتها التي أذهلت العالم بإِنسانيتها.
(و على الوعد والعهد معكم أحبتي عندما أتشرف بلقائكم كل يوم جمعة عبر جريدة الجميع (الجزيرة) ولكم محبتي وعلى الخير دائمًا نلتقي).